تقريباً حاولت دول العالم كافة مواكبة اليوم العالمي للتوحد، الذي يأتي سنوياً في الثاني من أبريل. بعض الدول جعلت منه يوماً احتفالياً لتظهر بمظهر التحضر، وهللت لتنساه بعد ذلك من العام للعام.
والبعض الآخر مثل فرنسا، جعل منه مناسبة لتدارك بعض أوجه التقصير في حق آلاف المواطنين، وأخذت في استعراض خطة وطنية استراتيجية للكشف المبكر والأبحاث والدراسات وكيفية زيادة إدماج أطفال التوحد في المدارس الحكومية وتعليمهم عبر مناهج وآليات جديدة.
سواء من غطى قصوره باحتفالية تحفظ ماء الوجه ليوم واحد، أو حاول تحسين مسيرته مع التوحد، إلا أنهم جميعاً قد تغافلوا تماماً عن الثقافة المجتمعية التي هي أحد أهم مقومات الاندماج المجتمعي.
فثقافتنا الحياتية جميعاً تقليدية جداً، فنحن نعيش على فكرة النمط الواحد ونرتاح إليها، بل نجعلها معياراً للقياس، وبالتالي لا نقبل بسهولة الأشخاص المختلفين بيننا حتى ولو كانوا أكثر منها ذكاء ويتمتعون بقدرات أعلى وأكثر تميزاً.
ثقافة المجتمعات تجاه التوحد، هي ذاتها التي تدفعنا لرفض التعددية وتمنعنا من التعايش مع الاختلاف من حولنا، لنميل إلى الرفض والتشدد.