سذاجة الشباب/بقلم :عمر القيفي

عندما كنتُ في زمن الطيش ، كنتِ
تضحكين على عقلي الصغير كثيرا
مثلما تفعل بعض بنات اليوم ببعض
المغفلين من أمثالي تماما ..
أتذكرين كم كتتُ سريعاً كالموتر حين
تؤشرين لي بطرف أنملك السبابة لمجرد
أن أذهب لبقالة الكلية كي أحضر
لك قنينة الماء وبعض الشوكولاته
المحببة إليك ، كم مرَّة كنتُ سخيفاً
حينما كنتِ تتعمدين اعطاءي المبلغ
ناقصاً ، وكنتُ أضيف بقيت الحساب
من جيبي الخاص ، وأنتِ تعلمين ذلك ،
حينما تقولين هل تبقى لهُ شيء ..؟
فأقول مبتسماً بسذاجتي المعهودة
لا لا .. ولا شيء ..
أذكر مرَّة أنَّ صاحب تلك البقالة هزأني
كثيرا وأنتِ تسمعين حينما قال : كم
أنت سخيف يا … لماذا تقول لها دائما
أنهُ لم يتبقى عندها شيء ثم تدفعها
من مصروفك الخاص .. كم كنتِ قاسية
وخبيثة وأنتِ تبتسمين وتولين الدُبر ..
وكم كنتُ ساذجاً ومغفلاً وبريء عندما
لم أكتفي بذلك الموقف الحقير ..
اخبرتُ جميع الأصدقاء أنني أحبك
عن نقاء قلب وصفاء نية وكنتِ عكسي
تماماً ، ماكرة وخبيثة ..
كم كانت نظرات عينيك الماكرة تلعب
بمشاعري ، وحدهُ قلبي النبيل من ظل
يجري وراء جمالك الفتان ، الذي كان
يظنهُ لهُ دون سواه ..
قنبلة موقوته إنفجرت في حجرات
ذلك القلب البريء مساء ذلك اليوم ،
سمع دويها كل أهل الحارة ، لتحيله
أشلأ ..
يا لهُ من نبأ عظيم سمعتُ صداه يقول :
جاءها اليوم خطيب ..
أتذكرين يا هذه عتابي الممزوج بالحسرة
والألم ، بتلك الرسالة التي كتبتها إليك ،
ليظل الصمت هو ردّك الوحيد ..
وبعدها لم يعد حتى رقم هاتفك صالحاً ..
ذهب كل شيء وبقي معي الحسرة
والندم .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!