لو كانت الطبيعة تتحدث لنا فعلا و على الخصوص مع المبدعين الكتاب و الشعراء من يزعمون أن الطبيعة تحاورهم ، من يدري ربما فعلا تحاورهم ! لكن أنا أقول الطبيعة اليوم هي غير مكثرتة لك الآن ، و لأي أحد كان عندها ظروف هي أيضا ! إن أردت الحديث معها تقول لك عد مرة أخرى و نتحدث في موضوع أبياتك عني _ ممسلياش لك دابا _ هناك طيور مهاجرة لم تعد بعد ، و هناك الهجينة عندها جواز أحمرو كانت مستعدة لرحلة العودة وألغتها بقيت عالقة هنا بثقافتها المختلفة المغايرة تماما لطبيعة الطيور الأخرى ، أكنت تعرف أنها تغرد بالليل ؟ ربما لذلك سميت عازبة و تشبه ما يقع لمشاعرنا بعد منتصف الليل ! و يجب أن تتحمل أصواتها الطيور الأخرى ، هناك أيضا من بنت أعشاشها و فقست قبل حلول الربيع ، ثم هناك بعيدا في القارة الأخرى أعاصير لم تسمع بها من قبل و تزداد كل يوم ك البنايات العشوائية و يجب أن نسجلها في الحالة المدنية و أخرى ندخلها في السجل العقاري للطبيعة حسب حجم قوتها ! لذلك تذكر من الآن فصاعدا أنه إذا كنت تريد التحدث إلي أو عن فصل من الفصول يعجبك و تتغزل بي من خلاله ، فعليك تقديم طلب موسمين وأكثر قبل وصول ذلك الموسم الذي تريد الكلام فيه وتحديد موعد مع الطبيعة ،هذا الموعد يجب أن تكون فيه مرتبطًا و منفصلًا في نفس الوقت ، مزدوج المعايير تكون منقطع عن كل المواسم السابقة ومرتبط بعدد المرات التي استمتعت فيها بشيء مميز فيها حتى ولو قليلاً في نفس الفصل الذي تفضل الكتابة فيه طوال الوقت ، أترى كيف أن كل شيء يتغير باستثناء الفصول المكتوبة والمواسم عندك !؟ إقرأ قصة الأمير الصغير و الثعلب ، ستجد أن ما تملكه دوما هو فريد من نوعه ، في بعض الأحيان يبدو الأمر كما في السياسة ، كل شيء يتغير بحيث لا يتغير شيء في الواقع ولن يغير شيئًا فيه ،لأن في حقيقة الأمر الأرض هي هي منذ ملايين السنين و هي تسير و نحن نسير معها و نتحدث عليها دون أن تشاركنا رأيها ،هذه نميمة و تذهب حضارات و تأتي أخرى و تبقى الأرض هي الطبيعة ! رغم ما يقال أن بداياتها كانت تصدر أصواتا و يخرج منها بخار بشكل أو آخر هناك من يتذكر أن قوس قزح كان بالأبيض و الأسود و قصته موعظة فهو لم يكتسي ألوانه هكذا بسهولة بين بضع قطرات مطر و أشعة شمس ساطعة قبل انقشاع غيوم في نفس الوقت ، و لم يكن آنذاك الذئب قد خطب بعد ، لأن خطيبته اشترطت عليه أن يظهر قوس قزح في أبهى ألوانه ، فكر ثم ذهب عنده و عرض عليه فرصة الذهاب إلى سماء بحر الشمال ، و بقي هناك مدة ، قوس قزح كان في إسكوتلندا و كان ب الأبيض و الأسود يكابر مع الوقت و عاش مدة في الضباب عصامي يجمع اللوينات و بعدما اغتنى بنى له في كل سماء مكان بألوان إسحاق نيوتن ! و هذه هي القصة بكل بساطة .