(صرخة عربي) بقلـم: ريدان المحرابي

الخميس..
الساعة الحادية عشر إلا “عربي”

أُمة بكاملها تحل الكلمات المتقاطعة وتتابع المباريات الرياضية، او تشاهد فلم في السينما، والبنادق الإسرائيلية مُصوَّبة إلى جبينها وأرضها وكرامتها..
كيف أُوقضها من سباتها، وأقنعها بأن أحلام إسرائيل أطول من حدودها بكثير..

قد يكون هذا الزمان هوَّ زمان التشييع والتطبيع والتركيع، زمن الأرقام لا الأوهام والأحلام، ولكنه ليس زماني… سأمحو ركبتيَّ بالممحاة.. سآكلهما حتى لا أجثو لعصرٍ او لتيار.. انا الذي لم أركع وأنا في الإبتدائية أمام جدارٍ من اجل جدول الضرب وانا على خطأ، فهل أركع لإسرائيل او لسواها أمام العالم أجمع بعد هذه السنين وانا على حق!؟

إنني لستُ مخلصاً لوطني وعروبتي وأناشيدي المدرسية وحسب، بل إنني مخلصٌ حتى لسعالي.. ولن ايأس، ولن استسلم، مادام هُناك عربي واحد يقول “لا” في هذه المرحلة….

فمن الآن وصاعداً…
على كل مذيع عربي أن يبدأ نشرة الأخبار.. بآهةٍ
. وينهيها بموال..

وعلى كل عاشقٍ فور أن يلتقي بحبيبته، ويبثها ما عنده من اشواق وأحلام بتأسيس بيت وتكوين أسرة يرفرف عليها الحُب والهدوء والإستقرار.. عليه أن ينخرط في البكاء

وعلى كل مدير مدرسة فور توزيع شهاداته على الخريجين وانتهائه من تقديم نصائحه وتهانيه لهم بالنجاح والتوفيق في بناء وطنٍ حر مستقل.. عليه أن ينخرط هوّ وبقية الأساتذة في البكاء..

ووسط هذا البحر المتلاطم من الدموع، مازال الإعلام العربي يؤكد لنا يوماً بعد يوم أن المستقبل مشرق في المنطقة..
ولكنه لم يوضح لنا ابداً، إذا كان مشرقاً لنا أم لإسرائيل؟

فلتتدفق الدماء من العيون، والدماء من الجراح حتى تصل إلى ركب السائرين كالكشافة وراء فيليب حبيب وغيره.. فلن يتوقفوا اويتراجعوا.. ولن يستقر لهم رصيدٌ في بنك، او فروٍ على كتف، او راقصةٍ في ملهى، او شاليه في منتجع… حتى يُذاع “النشيد الوطني لفلسطين” من إذاعة إسرائيل وإذاعات المنطقة في وقت واحد…

ومع ذلك لا شيء ينفجر حتى الآن من المحيط إلى الخليج سوى اسطوانات الغاز..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!