في ذكرى رحيله(العلاّمة موسى الأحمدي نويـــوات بين الأصالة والمُعاصرة)

   الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقـــة

 كلية الآداب واللُّغات، جامعة عنابة، الجزائر

        توفي العلاّمة موسى الأحمدي نويوات يوم الأربعاء17 فيفري1999م،   بعد حياة حافلة بالنشاط، والتألق العلمي،قضى أكثرها في التأليف،والتدريس،وإلقاء المحاضرات والدروس،والمساهمة في النشاط الثقافي،     وليس   من شك في أن جهوده   تستحق الإشادة والتنويه، اعترافاً بمكانته،وتقديراً لخدماته الجليلة في حقول اللغة،والأدب،والتراث، فهو   قيمة ثقافية عالية،وشخصية أدبية راقية،وباحث موضوعي جاد، ومسؤول تربوي ملتزم،وهو رجل يمثل أقصى درجات الجدية،والانضباط، فيما اضطلع به من مسؤوليات تربوية،كما أنه قلب ودود،ورجل مرح، وحيوي يفتح نفسه لكل الناس،وذهن منفتح وعى وعياً دقيقاً ظروف عصره.  

           إن جهود العلاّمة موسى الأحمدي نويوات بارزة في مجال التأليف العلمي،والإبداع الأدبي،وفي الصحافة،والخطابة،والتعليم، والحق أن آثار العلاّمة والأديب الأحمدي نويوات هي أرحب،وأوسع من أن تحيط بها قراءة،أو بحث، مهما بُذل فيه من جهد.

          لقد أصدر العلاّمة والأديب موسى الأحمدي نويوات مجموعة من الكتب،والمؤلفات الثمينة،كما كتب عدداً كبيراً من الأبحاث،ويتضح لمن يطلع على بعض مؤلفاته أنه في ميدان التأليف العلمي يكون هدفه من وضع جميع كتبه النهوض بأداء مسؤوليته في منحى علمي للإفادة من مختلف فنون المعرفة،وعلومها، فكتاب:«المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي» سيظل أحد أهم الكتب التي ألفت عن علمي العروض والقوافي،فقد قدم فيه خدمة جليلة للباحثين المهتمين بعلمي العروض والقوافي،كما خلد به ذكره على مستوى الحركة العلمية.    

             وقد  صدر كتابه عن المحادثة العربية للمدارس الجزائرية في طبعات مختلفة في بيروت بلبنان،حيث طبعته مؤسسة دار الكتاب اللبناني لمرتين متتاليتين سنة:1963م،وفي سنة:1964م أعيد طبعه طبعة أخرى منقحة ومزيدة،عن الدار نفسها في لبنان،وقد حظي هذا الكتاب بعناية فائقة من قبل طلاب الجزائر،ولقي أصداء طيبة،وقبولاً واسعاً،نظراً لما احتوى عليه من درر ثمينة،فقد بيع منه في الجزائر ما يزيد عن(17000)نسخة،وقد أعيد طبع هذا الكتاب عدة مرات دون علم المؤلف، وقد كشف العلاّمة الأحمدي نويوات عما يرمي إليه من وراء تأليف هذا الكتاب الثمين،وأوضح منهجه فيه،وأبرز الكيفية التي انتقى بها نصوصه الجميلة،و محفوظاته المؤثرة،التي تنسجم كل الانسجام مع عقول المبتدئين والناشئة،في المقدمة التي كتبها في مستهل الكتاب،حيث يقول: «…وبعد،فإلى حضرات الزملاء مدرسي اللغة العربية،ثم إلى أبنائنا تلاميذ الأقسام الابتدائية:أقدِّم هذا العمل المتواضع(كتاب المحادثة العربية)فعساهم أن يجدوا فيه ما يرضيهم،ويوافق ميولهم،ويوفر لهم جزءاً من الوقت-في تهيئة درس المحادثة-هم في أشد الحاجة إليه.

             ولقد سلكت في إعداد هذا الكتيب طريق التدرج والتبسُّط حتى لا يحس التلميذ بصعوبة في طريقه،أو يشعر بانتقال مفاجئ من سهل إلى حزن،وجعلت الأسئلة الثمانية في التمرين الأول من كل درس من صلب الدرس المحصور بين الخطوط الثلاثة.وما عدا ذلك من التمارين فقد جعلته موزعاً بين المعلم والتلميذ:فما كان فوق مستوى التلميذ وكلت فيه الإجابة إلى المعلم،وما كان في متناول التلميذ أجاب عنه التلميذ.

        أما ما يرجع إلى المحفوظات،فقد انتقيت ما أمكنني انتقاؤه من المحفوظات المدرسية حسب اجتهادي،وتجربتي الخاصة،وحرصت كل الحرص على أن تكون الأسئلة مناسبة للأجوبة،لكي تكون الإجابة عنها إجابة شعرية من دون أن يحدث إخلال في الوزن.وشرحت مفرداته اللغوية،ولم أغفله من ذكر أمثال عربية ضربت بما جاء فيه من أسماء أناس،وحيوانات،وطيور،ثم بفروق في أصوات الحيوانات،والجمادات،وفي المشي،وغير ذلك….           ».  

               وقد صدر كتابه الموسوم بـــــ: «شرح الأسئلة الرمضانية» عن منشورات الشركة الوطنية الجزائرية للنشر والتوزيع سنة:1982م،ويعد هذا الكتاب من أكثر كتب الأحمدي غزارة،وأهمية،وهو يضم أجوبة وافية،وعميقة عن أسئلة علمية تكتسي أهمية بالغة،ويتضمن شرحاً ضافياً،وموسعاً لأسئلة المسابقة الرمضانية التي كانت تقيمها وزارة الشؤون الدينية الجزائرية لسنوات: (1388هـ-1389هـ-1390هـ/1968م-1969م-1970م)،حيث غاص الأحمدي من خلال هذا الكتاب في قضايا تاريخية،وأدبية،ودينية،وفكرية متنوعة،ومما لاشك فيه أن تأليف هذا الكتاب كلفه جهداً كبيراً في الرجوع إلى عدد جم من المصادر والمراجع المتنوعة،والإجابة بدقة عن أسئلة فيها الكثير من الغموض،والإبهام.

              تولى تقديم هذا الكتاب إلى القراء العلاّمة أحمد حماني ؛رئيس المجلس الإسلامي الأعلى لوزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية بالجزائر سابقاً،ومما جاء في وصفه لهذا الكتاب الثمين،ولجهود مؤلفه: «أما إنتاجه الضخم،وعمله الرائع فهو ما نقدمه اليوم(شرح الأسئلة الرمضانية)،وهذا العمل هو إجابته السديدة عن أسئلة المسابقة،وقد أنافت عن التسعين،ونيفت على الثمانين،وبلغت صفحات الكتاب ما يزيد على ستمائة صفحة….

            وكان أستاذنا الفاضل موسى الأحمدي من أكثر المشاركين توفيقاً،شارك ثلاث سنوات ففاز بالجائزة الأولى وحج سنة:1389هـ،وظفر في غيرها بجوائز قيمة،وثناء جم.

             ومن يتصفح أجوبة الأستاذ موسى يقتنع بغزارة مادته،وعلو كعبه،وسعة ثقافته،وشدّة ذكائه،ومهارته،في كشف النقاب عن المعميات،وإني أترك الكشف عن ذلك للقارئ الأديب يسايره في أجوبته ليصل إلى معرفته بنفسه،لقد كانت بعض الأسئلة كألغاز في غموضها،وشدة خفاء إشارتها،ولكنها حقائق تاريخية،أو أدبية تمتحن بها نباهة الأديب،وسعة اطلاعه،وشدة صبره،وكان الأحمدي-حيث يخيب غيره-لا يخيب،وحيث لا يحاول غيره يحاول ويجيب،وحيث لا يصيب غيره ولا يقارب،يسدد ويصيب،ووجدته يجشم نفسه البحث والتنقيب…،ومثل هذا لا يستغرب من الأستاذ الأحمدي فإنه واكب النهضة الجزائرية منذ بدايتها،وكان في الرعيل الأول من العاملين المكونين من أبيها،تتلمذ على رجالها،وخاض غمراتها،وقارع في مختلف ميادينها،وما يزال في نشاط الشباب،وإن أدركه سن الشيوخ…

            وبعد،فإن كتاب الأستاذ الأحمدي له قيمة عظمى،وأهمية كبرى،لأنه يتناول-بتحقيق عالم،وخبرة مجرب،ونزاهة مؤرخ مؤمن-أحداثاً إسلامية،وعربية،وقومية منها ما سبق إلى معالجته من غيره،ولكن فضله في الجمع والتحقيق،مما يسهل على الطالب المراجعة،و يغنيه عن كثير من المصادر،ومنها ما لم يسبقه إلى معالجته أحد،إذ لم ينشر إلى اليوم في الموضوع شيء…» .

            وقد  طبع   كتاب«معجم الأفعال المتعدية بحرف» أول مرة في دار العلم للملايين ببيروت خلال شهر حزيران-يونيو1979م،وقد حدد العلاّمة موسى الأحمدي نويوات الأهداف التي كان يتوخاها من تأليف هذا الكتاب في مقدمته ،ويمكن تلخيصها كالتالي(بأسلوب المؤلف نفسه): «وبعدُ،فإنه لما كانت الأفعال المتعدّيةُ بحرف لا ضابط يضبطها،ولا قاعدة تحدّدُ الحرف الذي يتعدى به كلٌّ منها،وكان الكشف عنها يستلزم العودة إلى أكثر من معجم من معاجم اللّغة،وكان الغوصُ في خضمِّ زاخرٍ من الحالات والأوجه يتطلبُ مراجعة كل مادة،وما تفرّع عنها:رأيتُ أن أجمع بعض الأفعال المتعدية بحروف الجرِّ المختلفة،وأُبيّن اختلاف الحروف لاختلاف معنى الفعل الواحد.كرغِب فيه،ورغِب عنه،وصَبَر عنهُ إلى غير ذلك.

             وقد أخذتُ هذه الأفعال المتعدية بحروفِ الجرِّ من معاجم موثوق بصحّتها:كمختار الصِّحاح للرازي،وأساس البلاغة للزمخشري،والمصباح المنير للفيّومي،وتهذيبِ الصِّحاح للزّنجاني،ومعجم متن اللغة لأحمد رضا،وغيرها. تلك هي مراجعي التي اعتمدتُها،ولم أنقل تلك المفردات مجرّدة مبتورة بل أثبتُّها مصوغة في جمل مفسر معناها،ممثلة لما تتعدى به كلُّ مادة منها،كما جاءت في مظانها من المعاجم.

            وللأمانة العلمية أنبه إلى أنه ليس لي من هذا العمل المتواضع إلاَّ جمعُ ما تفرق في تلك المعاجم ليكون في كتاب واحدٍ بدلاً من كُتب مختلفة،وليسهل للباحث مراجعته.

          ولقد ألجأتني ضرورة الاختصار إلى أن أقتصر على ما هو شائعٌ في الاستعمال،وما ينبغي للطالب أن يعرفه من تلك الأفعال المتعدية مرّةً بنفسها،وأخرى بالحرف.

            ولا يفوتني أن ألفت هنا النظر إلى أنني رميتُ إلى توفير الكثير من وقت القارئ الكريم،وإلى أن أجنبه مشاق البحث،والتنقيب.وأرجو من ذوي الهمم أن يكملوا ما فاتني،ويتداركوا ما غاب عني.وعسى أن يكون هذا العمل حافزاً لهم،وقد بذلتُ ما في وسعي ولم آلُ جهداً فيما قصدتُ إليه من النفع(ومبلغ نفس عذرها مثل منجح)والله المستعان».   

            كما   تنوعت وتعددت نشاطات وجهود العلاّمة موسى الأحمدي نويوات، في شتى مجالات المعرفة،فقد ترك إنتاجاً علمياً زاخراً في شتى الميادين التاريخية، والأدبية، والدينية، والإعلامية،ومن بين مؤلفاته التي تندرج في إطار اهتماماته الفقهية،والدينية كتاب وسمه ب: «باب الفرائض»، ألفه في إحدى البوادي الجزائرية على ضوء شمعة،فقد كان شغوفاً بالدراسات  الدينية، ،وصاحب وعي كبير برسالة الفقيه في نفض الغبار عن القضايا الدينية الشائكة،وقد تجسد اهتمامه وشغفه بعلم المواريث بأقسامه الثلاثة(الحساب والفرائض والوصايا) في كتاب موسوم ب:«كشف النقاب عن تمارين اللباب»،

             لا يعسر على متتبع إنتاج العلاّمة موسى الأحمدي نويوات أن يلاحظ عنايته الفائقة بالموضوعات التي تندرج في إطار التراث الأدبي ،واللغوي، الذي لقي صدوداً وإعراضاً من لدن مختلف الباحثين،والدارسين،لذلك لا نتعجب عندما نلفيه يكتب بحثاً عميقاً يصوب فيه ما أخطأ فيه النحاة وأصحاب الشواهد النحوية في إعراب بيت لجرير:لم تتلفَّع بفضل مئزرها البيت،وما أخطأ فيه صاحب القاموس في إعراب(جابان)،    كما ألف   كتاباً ثميناً،لقي عناية فائقة من قبل المهتمين بالتراث الأدبي،وسمه ب:«طرائف وملح»،حيث غاص العلاّمة الأحمدي من خلال هذا الكتاب في أعماق التراث الأدبي العربي القديم،واستخرج منه مجموعة من الطرائف،والأقاصيص،والملح،وصاغها بأسلوب عذب،وسلس،حيث نلفي في كتاب: «طرائف وملح»أكثر من ثلاثمائة وسبعين طرفة،وملحة،وقد طبع هذا الكتاب عن منشورات دار العلم للملايين في لبنان سنة:1989م،وكتب العلاّمة الأحمدي مقدمة جاء فيها:«هذا الكتاب غيض من فيض،تلك القصص العربية التي تروي نادرة،أو تسوق فكاهة،أو تحكي نكتة،أو تتحدث عن مُلحة، أو طرفة من طرائف المجتمع العربي عبر عصوره المختلفة. قصدت من جمعها الترويح عن النفس،والتخفيف عن الذهن،والنأي به قليلاً عن أعباء الحياة،وعناء العمل،فالذهن يكل من العمل المتواصل،وتسأم النفس من الجد المستمر.لذلك كانت الراحة والترويح من ألزم الضرورات للإنسان لاسترجاع حيويته،واستعادة نشاطه،وتجديد استعداده لما يستقبل من أعمال،وإذا وجدنا في النوم قسطاً كبيراً من الراحة،فإن الترويح عن النفس لا يمكن أن يوجد إلا في ما يُشيع الابتسامة على الوجوه،ويبعث الفرح والابتهاج في القلوب،ولئن كانت الوسائل لذلك كثيرة،فإن النكتة،والفكاهة،والطرفة من أهمها،وتكمن أهميتها في تأثيرها البالغ لدى المجتمعات،فهي كثيراً ما تتجاوز الترويح عن النفس إلى غايات بعيدة،ومواضيع جادة تتناول مجالات السياسة،والاقتصاد،والاجتماع،وكل ما كان يستهدفه الأولون من استنطاقهم للحيوانات…»  

            ويندرج كتاب:«الألغاز»الذي ألفه الأحمدي في سن الشيخوخة،في إطار جهوده في خدمة التراث،وهو كتاب ظل مخطوطاً إلى غاية وفاته،واعتماداً على منظور الباحث نجيب بن خيرة الذي اطلع على الكتاب،وهو ما يزال مخطوطاً،فقد سار فيه الأحمدي على«نهج الأدباء الأوائل في وضع هذه الألغاز والمعميات،وقد اشتمل كتاب(الألغاز)على أسماء بلدان ومواقع،وجمادات،وحيوانات،ونباتات،وطيور،وفواكه،وزهور،وحشرات،ويتناول الفقه والفرائض،والعروض،والحساب،وأسماء رجال ونساء لهم ذكر في التاريخ…،وغير ذلك من الأسماء والمعميات،ويحتوي الكتاب على ما يقرب من(400)بيت من الشعر عدا الألغاز النثرية  ».

              أسهم العلاّمة والأديب موسى الأحمدي نويوات مساهمة فعالة في مجال أدب الأطفال،حيث كتب مجموعة متميزة من المسرحيات،والقصص الشائقة للأطفال،وقد عالج قضايا متنوعة،بعضها يرتبط بالظواهر الاجتماعية،وبعضها يتعلق بقضايا أخلاقية،وتربوية،وصاغ ذلك في أسلوب عذب ومؤثر،ونابض بالحيوية،ولغة بسيطة ومباشرة تنسجم مع نفسية الأطفال،ومستواهم الابتدائي،وهي قصص تغري الناشئة،والحاذقة على السواء لقراءتها،نشر منها:ثلاثة في باريس،وأربعة بالجزائر،وبعضها لم ينشر بعد.بالنسبة إلى القصص المطبوعة:

1-بقرة اليتامى-نفذت طبعتها الأولى.

2-سالم وسليم-نفذت طبعتها الأولى.

3-الأقرع بوكريشة-نفذت طبعتها الأولى.

4-العكرك-نفذت طبعتها الأولى.

5-اللص والعروس-نفذت طبعتها الأولى.

6-الحنش وابن السلطان-طبعت في الجزائر.

7-ودعة أخت سبعة-طبعت في باريس.

8-علية وكدر-طبعت في باريس.

9-الحطاب وفتية الجبل-طبعت في باريس.

       ومن بين القصص التي كتبها العلاّمة الأحمدي نويوات ،و ظلت مخطوطة،ولم تُطبع:

10-محمد بن السلطان.

11-سعد وسعيد.

12-البغلة الحمراء.

13-الأخ المحتال.

                وقد ترك لنا العلاّمة الأحمدي ما أبدعه في مجال الشعر في ديوانين مخطوطين،الأول وسمه ب:«ديوان وطنيات»،والثاني:«ديوان الملحون»،كما أبدع مسرحيات متميزة،ومحاورات أدبية شائقة، من بينها نذكر:«مناظرة بين العلم والجهل»،و«محاورة بين غني وفقير»،ذكر بأنه أبدعها سنة:1938م،وكان الغرض من إنشائها بيان ما لكل من الفقير والغني من نفع،وضر،وخير،وشر،وكان الوقت وقت حركة إصلاحية،تدعو إلى بذل المال،وتشييد المدارس الحرة،وتعليم النشء،وتوعية الشعب،وتنبيهه إلى ماله وما عليه ،و«حوار شعري بين معلم وزملائه»،و«محاورة بين الخليفة أبي جعفر المنصور والشعراء الثلاثة»،ومسرحية«أبو مجن الثقفي»،وغيرها.

           إن ما يُلاحظه القارئ لمؤلفات العلاّمة موسى الأحمدي نويوات هو أن ثقافته عميقة جداً،ومتينة،فقد أبدع في مؤلفاته،وأجاد أيما إجادة،لقد درس بعمق الكتب التراثية،وتمثلها،فكان لها أبرز الأثر في مؤلفاته،وكتاباته العلمية،وخير دليل على ذلك كتابه المتميز:«المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي»،فأعمال موسى الأحمدي نويوات العلمية لم تكن مجرد صدى لما اطلع عليه من كتب التراث،بل فيها ابتكار،وإبداع،وأصالة،وإضافات علمية عميقة،حيث نلاحظ أنها تستوحي من التراث،بيد أنها تعبر عن وجدان صاحبها،وتعكس شخصيته العلمية الفذة،وتبرز ذاته،ويظهر في أسلوبه متانة في العبارة،وقوة في الأداء،ورشاقة في الصناعة.

          لقد احتل العلاّمة والأديب الأحمدي مكانة علمية،وأدبية بارزة لفتت أنظار عدد كبير من المثقفين،والباحثين في الوطن العربي،فكان بحق في طليعة كوكبة من الكتاب جاد بهم رحم الجزائر،وفرضوا أنفسهم على الساحة الجزائرية والعربية،بما يمتلكون من أسلوب عربي راقٍ،  وفي  كثير من الشهادات التي كتبت عن هذا العلاّمة الجليل تتضح أصداء جهوده  ،فهي تجمع على خدماته الجليلة والعميقة التي قدمها للتراث العربي،وأود في ختام هذا البحث،أن أدرج بعض الشهادات التي تبرز مكانته العلمية المرموقة،وتبين جديته،وعمقه.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!