قوة الاستغناء / بقلم :نَوّار الشاطر

قوة الإنسان الحقيقة تأتي بقدرته على الاستغناء ، الاستغناء عن كل الماديات و المظاهر المادية التي تغذي الشعور بالحاجة ، بالحاجة إلى الأشخاص ، بالحاجة إلى المكان ، بالحاجة إلى الامتلاك والتملك ، بالحاجة إلى الاستحقاق من المحيط الإنساني .
النضج الداخلي يحدث عندما تدرك قيمتك الحقيقية في نظر ذاتك لا في نظر الآخرين ، فلن يوجد أحد سينصفك و ينظر إليك بحقيقتك كما تفعل أنت مع ذاتك ، وهذا ليس غروراً ، فالغرور أن ترفع قدرك في نظرك ،وتعطيها أكثر من مساحتها الفاعلة ، التوازن هو الأهم أن توازن باطنك مع ظاهرك ، أن تكون حقيقياً فلا تهمك حينها الخسارات ولا حتى المكاسب ، فلا يوجد خسارة أعظم من أن تخسر نفسك لتكسب كل شيء .
نحن نفتقد للنزاهة و للشرف في غاياتنا ، وهذا ما يشوه بواطننا و بالتالي لا قيمة حينها لأي استحقاق حصلنا عليه بنية غير سليمة .
هناك قانون إلهي يحكم هذا الكون ويجري على كل البشر باختلاف عقائدهم الفكرية والدينية ألا وهو قانون النوايا ، أنت أيها الإنسان حصيلة نواياك أولاً و نتاج أعمالك ثانياً ، إن العدالة موجودة فعلاً و فاعلة في هذا الوجود لكننا لا نشعر بها ، وما يسمى بالكارما ما هو إلا مصطلح يوضح هذا الفكرة نوعاً ما، وأن النية هي أساس العمل ، وأن لكل فعل رد فعل يماثله بالقوة ،وأنه حتى القوانين الفيزيائية التي تحكم هذا العالم المادي ربما تنطبق على الروح أيضاً ، فاحرص أيها الإنسان على سلامة قلبك ليكون طريقك ممهد بالحب وبالإنسانية ، فلا قيمة لبشريتنا إذا لم تسكننا إنسانيتنا .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!