كونٌ لا ينام / بقلم :رهف جديتاوي

نحنُ جزءٌ من كون كبير، نحنُ تَفصيلٌ من تفاصيله، والتفاصيل فينا تتشعّب لتفاصيلَ أكثر، تفاصيل تُثير الدّهشة والعَجَب ..

عشرات الأجهزة والأعضاء، مئات الأوردة والأوعية الدمويّة، آلاف المشاعر والأفكار، ملايين – وأكثر – من كل شيء! ..

عظمةٌ كبيرة تكمنُ في جوفِ كلٍّ منّا، وفي حُسن خلقِ اللهِ لنا، إنّه خلقٌ تفوقُ دقّته فهمنا وتتجاوز روعته حدود خيالنا..

ثمّ نستهين بأنفسنا، ونقعُ في شباكِ لحظاتٍ صعبة؛ ونصبحُ رهائن للطّاقة السلبية، نترك أنفسنا لليأس، ونغرق في أمواج الضعف ..فتصفعنا الحياة وترمي بنا يمينًا، ثم تتلقّفنا وتعيدُ رميتها يسارًا ..فنسقُطُ ونتهاوى مُعلنين إستسلامنا ..

ننسى أننا أقوياء، وأنّ الله استخلفنا في أرضه وهيّأنا لذلك، ننسى أنّهُ تعالى لا يُكلّف نفسًا إلّا وسعها، ونلوم القدر ..

نتناسى أننا جنودٌ أقوياء، نحنُ جيشٌ مَهيب، لو أراد؛ يصل ..

لا ندرك أنّ في داخلنا مجرّات عدّة، مجرات طاقة، مجرّات شعور، مجرّات قوّة، مجراتٌ كثيرة تنبثق منها مجرّات أكثر، ثمّ تشكّل هذه المجرّات كونًا.

إنّه كونٌ لا يستكين ولا ينام، إننا أكوانٌ لا تنام .