لمَ نكتب ؟/ بقلم:هبة مسعد المحبشي( اليمن)

اريد أن اكتُب بهدوء لساعات طويلة اكتُب حديثاً اشرح فيه كل شي أن ارى قلمي وهو يخط تلك الكلمات التي خفت أن اقولها وتلك التي خجلت من إظهارها للعلن .

أن اكتب كل شي شعرت به وصمت عن الاعتراف به لاسباب تتعلق باليأس والذعر والاحباط .

قد يسأل البعض لما تكتبين ؟ وما العبرة وما الفائدة من ذلك؟
حسنا انا اكتب للتخفيف من عبء افكاري الذي يزداد كل يوم ولا يمكنني مشاركة افكاري تلك إلا مع الاوراق والنجوم والبحر والغيوم
انا اكتب لاجد شيء ما، شيء ما زلت ابحث عنه عن طريق كتابة كل ما اراه واسمعه حقيقة كان ام خيال؛

ولكن …
هل ساجد ما ابحث عنه؟ ام سابقى ابحث الى الابد ؟ هل سانظر يوما ما الى الاوراق بين يداي وهي خالية من الاحرف هل ساتوقف عن الكتابة يوما ما؟

اذاً قد نختصر الكثير ونقول بان الكتابة هي تعبير عن ما نخاف قوله ولكن لما نخاف؟

نخاف لاننا قد نكتب كلمات واسطر قد يقول عنها البعض هراء ولكن ذلك الهراء لايمكن لأي شخص عادي فهمه فالكتابة هي صراخ ، صراخ من نوع اخر لا يسمعه الجميع فكل ما يكتبه المرء يحمل جزء منه ومما عاشه لذا دائما ستبقى الكتابة هي المنجى والمهرب الوحيد لافكارنا التي يستحال فهمها .

لذا دائما ما اقول ،
إن حاصرك واقع ولم تجيد فهمه حوله لكتابة لربما تجيد قراءته ، وفي اول مرة قد تحاول فيها الكتابة وعندما تضع القلم على سطح تلك الورقة التي تتقبل كل افكارك ، وخرافاتك تلك ، سوف ترى بان يداك تكتب دون توقف سوف تكتب كلام لم تظن يوماً بانه سيخرج منك وانك قد تكتبه ، وكان الرياح جرت بك على غير ماتهوى مجاريها فتتمنى حينها لو أن حياتك كتُبت على اوراق يمكنك التعديل عليها او تمزيقها او اضافة ومسح اي شي تريده وعلى قدر ماتملك من صفات رائعة بحياتك تلك إلا انك مازلت تهاب الحياة والبوح عن سلبياتها وعن ما بداخلك فتلجئ لكتابة ذلك الهراء وتلك المشاعر المتراكمه و الافكار العويصه على تلك الاوراق دون التوقف ودون أن صيبك الكلل او التعب .

– ” الكتابة هي الحياة ” لذا اكتبي دون ان تفكري هل سيُعجب احد بكتاباتكِ ؟ اكتبي لاجلك فقط .
اصنعي عالمكِ الخاص وكتابكِ المميز الذي ربما لن يقراه احد غيرك ولكن يكفي أن ماكتبتيه نال اعجابكِ وكتب بحب ومشاعر صادقة وجعلك تبتسمين وانتِ تكتبين كل حرف فيه .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!