آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
بدايةً أُحب أن أكتُب لك: إنك موهوب وناجح، فقط ابحث عن تلك الموهبة التي تجدها، وحاوِل تطويرها والنجاح فيها، وإن كنتَ موهوبًا ولم تنجح، فيكفي استمتاعُك بما أحببتَ القيام به، وفي يومٍ من الأيام ستكون ناجحًا من وجهة نظرك ونظر من نظروا إليك كذلك.
ولكننا بصدد إيصالك لأكثر مما تتوقع طالَما أن الكثير من الموهوبين يحبون الوصول والنجاح لأبعد الآفاق في ميدانهم.
ولهذا نقول: إن موهبتك قد لا تكون كافية لإيصالك إن لم تعرف كيف تُكيِّفها مع الواقع، فلا ينفع التفكير في الخروج من الجدار طالَما أن الأبواب مفتوحة من كل جهة، والحقيقة أن تغيير بعضٍ من الإستراتيجيات في طريقة العمل يمكن أن يصحِّح وجهتك.
كما أن الاحتكاك بأهل العلم، والتعلم ممن هم على دِراية بما تريد القيام به، والاستماع لبعض النصائح – أمر مهم أيضًا؛ حيث إن ضيق الأفق والنظرة على أنك الوحيد الذي ستطوِّر نفسك دون مراعاة مَن هم أوسع منك خبرةً، سيُقلص من قيمة عملك وتقدُّمك فيما تريد، وسيحصر تلك الأفكار الجديدة التي تريد أن تطوِّر بها ما تفعل، وتُضيف الإبداع فيها إلى موهبتك، طالَما أنك أعلمُ بموادها وثغرات تطوريها؛ أي: إيجابيَّاتها وسلبياتها.
وبالتالي فإن تكرار العمل بنفس الطريقة سيؤدي حتمًا إلى نفس النتائج، كما أن المرونة والتعلم والتأني والتواضع، والاطلاع، والصبر – ستهيئ طريقك لتحصيل كثير من النتائج .
وأخيرًا: لا بد من أن نقول:
لا تُكثر من تتبُّع المواهب مِن حولك بقدر تركيزك على ما تُتقن وتجيد من بينها؛ لكي تنجح فيها بشكل أكبر، ووازِن بين الموهبة والحياة الخاصة، وأبدِع وأتْقِن كلَّ ما تفعل، فذلك حتمًا سينعكس على موهبتك التي قد تكون عملًا ووظيفة لك أو قد لا تكون.
والمهم هنا أن كل عمل مدروس مُتقن مملوءٌ بالإصرار والتحدي، ورُوح الإبداع والمغامرة واكتشاف الجمال وبُعد النظر، سيكون ناجحًا بإذن الله، فقط عليك مراعاة أن تنمية الموهبة تحتاج إلى صبرٍ أكبر، وثقة أكثر، وتعلُّم وتحسين وتطوير وبحث، واستمرار ليس له نظير.
موهبتك هي ذاتك فلا تتركها على هامش حياتك.
