أحتاجك بشدة هذه الأيام
أصبحت أشبه علبة بيرة فارغة
ألقتها المدينة على قارعة طريق الحزن
ثم وطأتها بقدميها
و هي مسرعة لتجد شيئا آخر تشربه
أشيب بسرعة شديدة هذه الأيام دون أن يلاحظ أحد
أنعاطى الخدر
في أماكن و أزمنة لا يعرفها سوى الغرباء مثلي
لا أبحث عن عمل و لا يبحث عمل عني
سحبت كرسيا من على أرصفة مقاهي العبث
و جلست لاحتسي خيباتي
و دخاني الكثير الكثيف
و أجري وراء السكر
الذي يعشق المكوث في دمي
و جلست أشاهد
الناس يجرون و راء الخبز
ولا يمسكوا به
ولا أمسك أنا شيئا
سوى تلك الابتسامة الصفراء
التي أرفق لك صورة لها
مع تلك الكلمات
تحياتي من بلاد ما بعد الضحك الباكي
من الكوميديا السوداء التي تأخذنا جميعا
إلى ركن ما غير مرئي
في ليل المدينة الطويل جدا
و تخصينا بضرباتها
حتى نكون مستعدين
لنصير دخانا غير مرئي
في اليوم التالي