إلى متى / بقلم : مها قربي ( سوريا )

إلى متى؟؟؟؟

متعبة أنا …أجثو على روحي
أواسيها
أرشف مرارة الكأس حتى ثمالتها
أصغي لاصطكاك سنابك الخيل وهي عائدة تجر ذل الرهان
وصهيلها مثل الفحيح غدا
يئد الكلام في رحم حنجرتي
تعثرت روحي …فوقعت في اليم
وهو مليم
أتلمس القاع..شوكاً ..خيوطَ عناكب …وعقارباً سوداء
رحت أرتشف الوجع …أقضم خيبتي …ألقيت ماكان معي
تحللت من حملي وأحلامي
ورحت اجتر سنواتي العشرة
بطيء يمر الليل في مدار المتعبين
من خيبة.
.يسكنني اشتعال الظل حين تراقص النيران.
فأبحث عن الخبء
في وادي النمل
لعل فيه مسكن لايحطمنه
قادم من حلكة الارهاب.
يضيق صدري
أحاول عبور الممرات
تصدمني وجوه العابرين
ومجسم لتضاريس وخارطة مزينة بشارات المرور .
مناراتٌ لمآذن وكنائس
وصوت سمساريعلن فتح المزاد
بمزامير لعهدجديد
والكل ينتظر الدخان
أعض على شفتي
أكز ….وأكز…. وأكز
أسمع صرير أسناني
أصرخ بملء صوتي
إلى متى؟؟؟؟؟
لاشيءغير الصدى
ومثل يوم الجمع حيث فريق
في الجنة وفريق في السعير
يتهافت الرعاع
إنهم لفي قولٍ مختلف
متحدثون …متشدقون
وقناصوا السلام خلف مائدة الحوار
استعانوا بكلمات من خشب وعبارات تهدد
أحسست بحاجة أن أفرغ أحشائي
سمعت نشيج من رحلوا من غير شيخوخةونحيب الأمهات
سمعت ضجيج أرواح تئن
من فقر وقهر…في خيم محترقة
ولغو مبهم واختلاف على لون العلم ،وتعرفة الرصاص .
في المزاد تتحول الاشياء
أرقاماً
وفي غابة الانسان
للموت آلام الحصاد
للشمس أشرعةالبحار
للصمت رائحة البغاث
ولنا صخب الضجيج
والخراصون في غمرة ساهون
والحالمون …نحو الدروب المطمئنة ….يرحلون
وحدك تسمرت في أكتافهم
وفي قلق العيون
وجئت تنشد الرفض لتاج السنبلة.
وتنذر بانتهاء المهزلة
ركضتُ نحوك ..تلقفت صرختك
احتضنت رأسك المغمور بالأسماء
قبلتُ جبهتك العريضة
كم انتظروا عبورك وأنت تخترق المدائن والحقول
خنجراً يؤهبهم للموت من أجل الحياة
صوتك القرمزي يعلو
معك راحوا يرددون :
فتشوا عن شمسنا الموشومة بالقضية
عن شجر دائم الظل
واحفظوا لون العلم
في غابة الانسان
يصبح الحب غدراً
واغتيال الزهر عرفاً
ورحيلنا درب الصنوبر .
اكتب رفيقي
اكتب وصيتك الأخيرة
دون مكان إقامتك واسم الحبيبة
من أجل أن يصلوا إليك ويقتلوك
فلا يفاجئك الرصاص
أعلن إرادتك الوحيدة
لا تنتظر صوت سمسار القضية
واصرخ بملء الصوت :
أرضي مقدسة وواحدة
فإلى متى ؟؟؟؟
في الغد لابد ننهي المهزلة.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!