آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
الجدَّاتُ لا يَنمن أمام التِّلفـاز
ذلك بذخ سُرق مِنهن منذ زمن
إنهن الآن يَـتعلمن المَشـي في أحذيـة مثل كـؤوس الشـاي
بلا سـكر
دون أن يَـكسِرنهـا
ضوء حُجراتهن غـائر، قوس مِشـيَـتهن هـاجع
ضائعة أحذيَـتهن على الصفصافـة الـراسخة
يَجمعن الصبر
مِثل غِطاء الطـاولة عند الفطـور
هن يَـنقرن الملاعـق ويَـسحبن العصافيـر إلى تحت الكـراسـي
يُـغنّين لهـا
فـتختفِـي
الجدَّاتُ لا ينمن
هن الآن يَـتعلمن كيف يَـفرشن كُـسكُـس العـائلة في الـوادي المُجـاوِر
الحقـولِ الـواطِـئة
حيث الصبّار
والصبـاحـاتُ كـشمْعـات تَـرسم دوائِـر تَـندفِـع فـي أقـراط الآذان
كلّهن يـوغِـلن بعيـدا بعيـدا
ويُـخرِسن الجِـن والدّيـكَ الأحمر الجنـاح
ويَـنزلقن في رَجفـة اليَعـاسِيـب المُـتـمَوِّجة
يَـرتجفن
الجدَّاتُ لا يَـنمن الآن
بل يَـسقطن في أجسـادهن رُويدا رُويدا
يَـعبُرن المـاء
ويَـنتظرن في الجـانب الآخـر
مُـرتديـات فسـاتِيـنهن المَرشـوشة بـذهَب الطيَـران
يَـلتحفن بـسُور المديـنة المُـقـفَلة حول مَعـاصم الـوَشـوَشة الخفِيـفة
يَـقرعن الظِل مِن الـداخل
يُـحدّقن في العـيْش بـأعيُن الخفـافِيـش
مُمتنَّـات كثيـرا
الجدَّاتُ لا يَـنمن أمـام التلفـاز
انهن يَـتعلّمن فَـن المُغـادرة إذ هُن فـائِضات عن الحاجة مثل دَجاجات المَزرعة
الجدَّاتُ لا يَـمُتن أثنـاء نـوْمهن
لقد متن منذ زمن بعيـد
