لصحيفة آفاق حرة
_______________
حتميّة الفاصلة (خاطرة)
بقلم- الروائي محمد فتحي المقداد
لستُ مُتأكّدًا من حتميّة وجود الفاصلة في خاصّة كلامي فيما بيني وبين نفسي، شعور غامضٌ تسلّل إلى دواخلي بأنُها تُلاحقني بإصرار في كلّ محطّاتي.
يا إلهي..!! إنّها الفاصلة اللّعينة، كنتُ مُتخفّيًا للقاء حبيبتي، وكم نسجت من مقدمات، وأسرفتُ بإفناء ساعات ما قبل اللّقاء لانتقاء أجمل الكلمات، وأرقّها غزلًا وعشقًا وهُيامًا.. وما إن انتبهتُ لكلّ وقفة؛ لالتقاط نفس يُسعفني؛ حتى تأتي الفاصلة لتضع رسمًا لها.
علاقاتي كثيرة مُتشعّبة مع فئات اجتماعيّة عديدة، فرضت الفاصلة وجودها بالقوّة، ولم تتركني وشأني.
كرهتُها.. كرهتُها، وبَيّتُ النيّة بمتابعة كلامي وإيصاله ببعضه؛ اشتبكت كلماته، وترامَتِ المعاني عكس ما رَجَوْتُ، وتتطلمست عُجمةً.
حاولتُ.. وحاولتُ، ولم تُفلح جميع مَسَاعِيّ في الإفلات من قبضتها.
أخيرًا..!! أدركتُ أنّها تنقذني من تقطّع أنفاسي.. وتُريحني من لُهاثٍ.. وتجلو غبار شكّ التفسير والتأويل.
رضيتُ عنها.. وما يضيرُني أن تكون بين الحاء والباء. ولن أستغني حتّى عن منقوطتها.
2/10/2020