لصحيفة آفاق حرة
_______________
صراع الفاصلة والنقطة
بقلم- محمد فتحي المقداد
بعد الفاصلة:
قبلها أغمضتُ عينيّ على نهاية؛ فوضعتها بلا مبالاة..!!
المسافة بعدها أذهلتني..؛ لأنّها أرهقت حروفي، أستجمع أنفاسي المُتقطّعة. وضعتُ نقطة.. وغادرت فرارًا.
***
بين النقطة والفاصلة:
– هل النقطة تفي بالغرض بدل الفاصلة؟ تساءلتُ مُستفهِمًا.
-قال الأستاذ:
(احتجاجٌ غاضبٌ من الفاصلة: “سأقاوم كلّ من سيُصادر دَوْري، ويحتلّ قراري”.
النقطة تتريّث باتّخاذ قرارها، حتّى تهدأ العاصفة: :سيتنهي كلّ شيء حالما افتتحتُ سطرًا جديدًا، بعدما ختمتُ سابقه باطمئنان”.
دوّي الاحتجاجات الصّاخبة، وصل مسمعها خافتًا لا يكاد يبين).
– يتابع الأستاذ: “لا أهميّة لهما في هذا الزّمن المختلف. كلّ من يكتبُ في العالم الأزرق، لا يُعيرهما أيّ اهتمام”.
– سيّدي، الآن أدركتُ عدم فهمي للكثير مما أقرأ..!”.
***
احتضان نقطة:
ما زلتُ على يقين أنّ المشكلة لم تُحل. تشكّي الفاصلة المستمرّ يقلقني. الشّعور الدّائم بالمظلوميّة يأخذ مداه، ويخلق حالة توتر دائم.
الفاصلة استعملت ذكاءها في محاولة لتتخلّص من هيمنة النّقطة؛ فتوددّت للنقطة زمانًا لتحقيق مآربها، في حالة شبيهة بغرام الأفاعي، وفي بادرة حُسن نيّة ضمّت إلى صدرها نقطة، وأمام كاميرات الإعلام، وغيّرت من نسبها، لتُعرف بالفاصلة المنقوطة، رغم ذلك بقيت وظيفتها الاستئنافيّة في متابعة الكلام، وما بعدها أيضًا نتيجة ما سبق.
بحجم رأس الدّبّوس وضع قلمٌ نقطة في منتصف سطر؛ انتقالٌ تلقائيٌ لافتتاح سطر جديد.
اغتاضت الفاصلة؛ ولم تُفلح في مسعاها باحتضان نقطة، وحملها معها في مواضع كثيرة، ولم تقتنع أنّها بلا نقطة؛ ستبقى ناقصة الدلالة.
***