كتب نجيب كيالي. من رسائله إليها. خاطرة

لآفاق حرة

من رسائله إليها
خاطرة
بقلم. نجيب كيالي

بعد لقائنا الثالث
خرجتُ وفي روحي خابيةُ نبيذ
شعرتُ أنه يَقْطُرُ كحبَّاتِ المطر من صدري!
من ذراعيَّ!
من أكتافي!
ويسقط وأنا أمشي كلالئَ صغيرةٍ على الطرقات
ستراها العيون، فتسكر بين الأهداب!
ستلمسها الأعشابُ، فتترنَّح!
وقد تلتقطها العصافير، فتمتلئُ حناجرها بأغنياتٍ جديدةٍ باهرة!
أتيتِ في الزمنِ الصعب
حيثُ دروبُ الحب مقطوعة
والدنيا ملح
لكنكِ وصلتِ
أنتِ لستِ امرأة
أنتِ عابرةُ أحزان
أنتِ جنةٌ تمشي على قدمين
عنبٌ وتفاح في كل مساحاتك!
أنهارٌ تجري على أكتافك! وتسيل بين الصدر وبين الخصر
تطلُّ من كلِّ مكانٍ فيكِ زهورٌ بديعة متنوعة..
ورودُ الجوري الغامقةُ اللون من إدلب
وورودٌ من أقصى المعمورة من أستراليا
ابتسامتُكِ وحدَها تحتاج دهراً من الحنين
عيناكِ العسليتان تحتاجان دهراً آخر
الخدَّان
المُقَبَّبان
الضامران
الصاعدان
النازلان
كلُّها يلزمها دهورٌ ودهور
لم أقل لكِ: أُحبُّكِ بعد
لكنني قلتُها بيني وبين نفسي كناسكٍ.. كعاشقٍ.. كمجنون
أشتاقُ إليكِ، فينكسر ضلعٌ من ضلوعي!
أشتاقُ مرةً ثانية، فينكسر ضلعٌ آخر!
أشتاقُ مرةً ثالثة فينكسر ضلعٌ ثالث!
أستطيع أن أحيا بلا أضلاع
لكنني لا أستطيع الحياةَ بدونك.
*

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!