الشجرة الواقفة
على ساق واحدة
بكلّ اتّزان ،
تضمّد ثقوب أوراقها …
غصن واحد يكفي
لتجسيد النّايات المعلّقة
تلك التي تسكنها الرّيح
فتعزف جلّ صمتها
حدّ انصهار
الصّوت بصداه!
جذعها الممشوق
قابل للتّأويل …
أتطمح الشجرة العتيقة
لنطخ السّحاب
بفروعها المترامية ؟
أم تسعى لدفن أحزانها
بعمق جذورها الممتدّة
برحم الثّرى ،
برحم حياة تساقطت
ورقة ورقة قبل أن تورق !
أبدًا لا تتشابه الأشجار
تمامًا كالبشر…
الدّوائر ذاتها أو هكذا يبدو …
لكن البّصمة حتمًا تختلف ،
كعشّ يأوي تارة عنادل
ناصعة النّغم ،
تارة غربان ما أحلك ريشها !
كلّ هذا الهطول
و لم تغرقي أيا شجرة
الصفصاف !
بظلالك تذيبين سموم
الزّمهرير و البوارح ،
ترفعين شموخك أنخابًا
بوجه أنقاض الدم ،
و نهد الغيم المنتصبة
بقلب سماء عالية !
نكاية بأغصاني الجافّة
سيسقي صمغي
قسوة الشّتاء ،
جفاء الطيور المهاجرة …
سأصحو ككلّ صباحٍ
بذاكرتي النديّة ،
بندبة جديدة
كعلامة فارقة !