الشجرة الواقفة / بقلم : فريال احمد

الشجرة الواقفة

على ساق واحدة

بكلّ اتّزان ،

تضمّد ثقوب أوراقها …

غصن واحد يكفي

لتجسيد النّايات المعلّقة

تلك التي تسكنها الرّيح

فتعزف جلّ صمتها

حدّ انصهار

الصّوت بصداه!

 

 

جذعها الممشوق

قابل للتّأويل …

أتطمح الشجرة العتيقة

لنطخ السّحاب

بفروعها المترامية ؟

أم تسعى لدفن أحزانها

بعمق جذورها الممتدّة

برحم الثّرى ،

برحم حياة تساقطت

ورقة ورقة قبل أن تورق !

 

 

أبدًا لا تتشابه الأشجار

تمامًا كالبشر…

الدّوائر ذاتها أو هكذا يبدو …

لكن البّصمة حتمًا تختلف ،

كعشّ يأوي تارة عنادل

ناصعة النّغم ،

تارة غربان ما أحلك ريشها !

 

 

كلّ هذا الهطول

و لم تغرقي أيا شجرة

الصفصاف !

بظلالك تذيبين  سموم

الزّمهرير و البوارح ،

ترفعين شموخك  أنخابًا

بوجه أنقاض الدم ،

و نهد الغيم المنتصبة

بقلب سماء عالية !

 

 

نكاية بأغصاني  الجافّة

سيسقي صمغي

قسوة الشّتاء ،

جفاء الطيور المهاجرة …

سأصحو ككلّ صباحٍ

بذاكرتي  النديّة ،

بندبة جديدة

كعلامة فارقة !

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!