آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
1
فلتلعن ظلكَ
من شروقِ الشمسِ إلى الزوال
لكن إياك أن تقايضه
بأي ظلٍ عداه
تُرى ماذا يربح الإنسان
لو كسب الظلَ كلَه
وخسَر مداه؟
2
العجوز المثقل بدبيب نمل الزمن
العجوز المتمترس خلف نظاراته الطبية
وكتابه الضخم
العجوز الذي يختلس النظرات المتضورة جوعاً
لنهود المراهقات
وأرداف الناضجات الثخينة
العجوز الذي أنهكته
نغمات كونشيرتو الجيتار لرودريجو
فأبحر غرقاً
قاصداً أندلسَ الغريقة
العجوز الذي عاش ليشهد
ميلادَ زمانِ ما بعد الخليقة
ستُصميه الحقيقة
وتُصميه الحقيقة.
3
على شُرفة كارل ماركس الحمراء
تتثاءب بكسل
وتعبَ أقداحَ الشاي الساخن
موزِعاً نظراتَك الضجرة
على كائناتِ البشر الدودية
تزحف ببطونها الجوعى أبداً
فوق أحجارِ ميدان الثورة العالمية
ومن بعيد
يتراءى لك نيتشه يبتسم ساخراً
فتدعوه ليشاركك كؤوسَ الشاي
وتثمل بالخيانة.
4
قد خانكم الخائنون
فماذا أنتم فاعلون؟
تغمسون اللقمةَ المعجونةَ بتراب الكدحِ في زيتِ المهانةِ
تلوكونها بأشداقً لاكها الجوع
وتتبعونها بجرعاتً عكرةٍ من نيلٍ ما عاد آمناً على نفسه
وبتحيةٍ للوطنِ ثلاثية الإيقاع
فمن الوطن؟
لعله غيركم أيها الجوعى
لعله الشهيد الذي لا يُشبه أبناءكم الشهداء
لعله الأعداء
أو لعله مقدم برامج التوك شو المتحمس الغيور
ينصحكم مخلصاً بالاكتفاء بوجبتين في اليوم
لعله لاعب الكرة
أو الراقصة
لعله الماء
أو اليابسة
لعله كل ما ليس فيكم
كل ما ليس منكم.
5
لنفسِك تُغنيها
أُغنيةَ نفسِك
لا بصوتِ والت وايتمان المُترع بالخصبِ ورائحةِ الأرض المدوِخةِ
ولا بأقنعةِ بيسوا المخادعةِ اللعوب
ولا بنواحِ إميلي ديكنسون المتأملِ الرزين
ولا حتى بعزاءات الكارما لدى طاغور
بل بكراهيتك أنتَ
ذلك الشق السري الذي يسمونه الأمل
فكما أجلسكَ أبوكَ على طاولته وأمركَ بأن تشبع هنا والآن
أجلستَ أطفالك على ذات الطاولة
لـتُشبعهم
وستُجلِس أحفادكَ من بعدهم ليشبعوا
فلا يجوعون من بعدِ
أبداَ.
6
هل كان محتَماً أن ترحل إلى كلِ هُناك لتكونَ هُنا؟
آهٍ
قتلتني أيتها الأبدية المشتعلة في أنابيب يومي
دمي دمي دمي!
7
كلُ الغناءِ رثاء
كلُ الغناءِ غثاء
أو ربما!
