انا مقبرة للقتلى/ بلال الزيدي/ اليمن

أنا مقبرة للقتلى …..

جئت أبحث عن دفتري
حين فارق النوم مقلتاي

أنثر أوجاعي على إحدى صفحاته، والعين لا تبخل السقيا

موجوع أنا بحجم ما حملته الكلمة من معنى!

أتيت من عمق كهف واسع
إلى وطن المئات من السنين
إلى وطن مخلوعٌ بابه وأطرافه مفككة!

جئت أكتب أبجديات كلماتي..
على جدران مدينتي
وأسكب دموعي
كسبل أنهار جارية

تسكبها أجفني ..
على وطن جريح
حيث تتصاعد أرواح الأبرياء
نتاج حرب ظالمة

حيث أستطيع نسج الدفء من خلال كلماتي
على أبواب مدينتي المحاصرة
على أركان مدينتي التي تشبه
خيوط العناكب

أعزف على الأوتار أحزاني
أبتلع غلي بحشرجة مبكوتة

حشرجة لم أعرف لها سبب
هل هوا الحنين؟
أم الحزن المتراكم!!

كل تلك المعارك
التي تتسكع في شوارع مدينتي

أنا مقبرة للقتلى
نعم أنا كذلك
أستقبل كل يوم عشرات الجثث
واحتويهم داخل روحي

أصبحت كطائر شريد
أحمل الأشجان على أجنحتي

طائر يشدو الحزن في سماء وطن مظلوم
من بين كل الأصوات الحزينة
الأصوات الغربية
أصوات الفقراء
أصوات الأبرياء
من حولك ثمة صوت هادئ
رحيم حكيم، ينبع من أعماقك، يعرفك
ويعرف ماتريد ولا يظهر
إلا حين وجع، وما أكثرها تلك الأحيان

كثيفٌ
ولكنْ بلا أيّ معنى
كثافةُ أوجاعهِ
ليست إلا غيوم داكنة تبشر بالغيث ولا تمطر!
أنا الذي إذا هدّه الموتُ
– لم يلقَ روحًا –
تساقطَ
ظلًا ..
فظلًا…
فظلا……

بلال الزيديpdf

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!