بعد منتصف الليل.. بقلم : جنيد الشيخ حسن

((بعد منتصف الليل))
أكبرُ بعد منتصف الليل
تثاقلني الذكريات الدفينة
لينبت بكفيَّ لون الحنين
ذاك الذي لا يعرف حدّاً للتوقف
ذاك الذي يخثّر الدّم المراق بعد كلّ جولة
أكبرُ وأتثاقل كثيراً
مثل أثافيّ نُسيت بعد رحيل القوم
أنسى الحنين ويغلبُني في كلّ يوم
من شرفات (المَحنّة) يا مظفّر
من ليل البنفسج وعرقه الأخضر
من حنين النوق
كقبّرةٍ هزّها الخوف مرات كثيرة
بعد منتصف الليل
ذعرُ القوافي من فلول العاشقين
صعلوكان يجيدان الركض في خطّ الشرود
ولفتات المودّة في برود
نصفي يعاني شقيقة الزمن الجميل
وقلبي يكابر تارة ، وتارات كثيرة كالعليل
ثلثُ نصفي الآخر يجيد النرجيلة كثيرا
وثلثاه يكرهان مضي سهام الحنين
أنا ونصفي نزفُّ الرويّ قرباناً للنعاس
ونحظى بالسهاد والأرق
أنا شاعرٌ كره الطعان بحدّ القلم
أنا نصف إله في الألم
متعبٌ حدّ خوفين ونصف
مرهقٌ بطول نخلتين وألف
كهمسات الموت في برزخين وبعث
بعد منتصف الليل
يشتدُّ عود الميل
الميلُ المرابط في الغياب
الميلُ المعذّب للسحاب
وإنّي سأرفع قضيّة على غابات السحر
وعلى سيّاب شيّبه ضوء القمر
على المتمرّس على حنين الليل
أما أتعبتك آهٌ
أما أوصتك أن تشقى كعاشقٍ لوطنك الجميل
فبعد منتصف الليل
يكتملُ الحنين ليصبح بدراً
وهلال الفراق يكمل شهره دون أفول
ونجوم شوقك قد لمعنَ من الذهول
فشمسُ اللقاء بعيدة
لن تشرقَ أبداً
وأنت يا أنت تتلذّذ بالليل
بعد منتصف الليل
……………
بقلم : جنيد الشيخ حسن.

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!