آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
يا أبانا إنا ذهبنا في البلاد التي تلفظنا كبذور الفاكهة
لا نملك إلا أمثولة راع أعور
وأغنية أمنا التي ماتت
في حضانة الغربة
بقبر وحيد تحت حقل البارود
وحكايات الجنّ والعفاريت
التي تسقط من السماء
بلا يد تلوح،
ولا عين تبيض حزنا علينا..
كنا بلا خبرة،
ولا تاريخ يترسب
في بيت لفظنا بقسوة
بلا امرأة تربّت علي ضعفنا ورجولتنا
بعيون معطوبة بالرمد،
والكتب المكدسة
بنحولنا،
وندمنا الذي ينمو كجراء مسعورة
كنا خائفين من يد الكبيرة
من كذبنا؛
ونحن نسرق البطيخ من الحقل
بأسنان ضربتها الزلازل فجأة
غنينا تحت القمر النحاسي
وبنات آوى تنبح.
ماذا أعطتنا الحياة!
وماذا أعطيناها:
سوى غضب مكبوت،
وخطى في الظهيرة الصيفية تذبل!
يا أبانا لمَ لم تخرج من الحكاية؟
نحن أبناء بطن امرأة واحدة
وجدة شطرتنا كفطيرة الذرة
وظللتنا بظلها الأسود العريض
الجميلة التي أورثتنا وسامة كلعنة
تلمع في عين كل امرأة
وضعت ماءها في طريقنا
بلا خبرة،
ولا تاريخ،
بلا أثر علي الرمل
هذه أوراقنا يابسة ومفتتة
وايدينا معقودة وراء ظهورنا بخنجر
ثالث أربعة أمضي غريبا وبعيدا
ذراعي مدلاة في جنبي كفضيحة
وقلبي ينبض بقوة في البئر
في طريقي البوم ينعق
فوق رأسي كلحن جنائزي.
يا أبانا لا سلال في انتظارنا
ولا امرأة تقد قميصنا
وتجلو رجولتنا كحجر الرحى،
لا أحلام تشحذ طاقتنا
لنعبر هذا الحصار.
يا أبانا لم فرقتنا في البلاد بلا بيت
نتوب فيه عن ذنوبنا التي اقترفناها غاضبين
