رحلة إلى الله (6) / بقلم : محمد صوالحة

ولماذا كل هذا، لا لشيء يا أخي ولكننا نحب أن نرى صورتنا كيف ترسمها عيون الأشقاء ، تناولت وجبة الطعام وكانت من الأرز البرياني والدجاج، وأبى ذلك الشاعر إلا أن تكون على نفقته ، فاتتنا الصلاة أقصد صلاة الجماعة، ولكننا صلينا معاً اليمني وأنا أمام الاستراحة ، لا أدري كيف سرقني من دهشتي كيف أنساني ما كنت أعتزم القيام به، وهو التجول في تلك المنطقة ، قليل من الوقت وحضر المصلون وأبو يونس ، جاء على خلاف عادته ، غابت ابتسامته وعلا صوت صراخه ، يا لله نطلع من هون ، قابلته ، ما بك يا أبا يونس ما الذي أصابك ، قد قلت إننا سنغادر من هنا بعد صلاة الفجر ولم تحن الصلاة بعد ، المحترم الشيخ لم يسمح لنا بدخول  المسجد وكأننا سندخل إلى بيت أبيه ، ملعون أبو أحسن شيخ ، ( طيب أبو يونس روق ) هذا مسجد للصلاة والعبادة فقط وليس استراحة للنوم والاسترخاء ، اهدأ أبا يونس ودعنا نستمتع بهذا الجو الرائع ، ألم تداعبك هذه النسمات وترجوك المكوث فيها ، انظر إلى النخيل ألا يشدك إلى أن تسمو إلى مستواه ؟!  انظرإليه وتخيله كيف يستقبل الشمس في كل صباح، وكيف يودعها ليستقبل الليل، انظر إليه وهو يداعب النجمات الساهرة مع رمال خطت فوقها ليلى، انظر إليه وهو يعانق السماء وكأنه يقلب صفحات ذكريات جمعته بمعشوقته الخالدة ، وكأنه يعيد نظم القصائد التي تخلد  ليلى و مجنونها، هنا تجمعت قلوب العشاق، وهنا فرقتهم الأقدار أيضا، هنا  في هذه الديار كان مصيف العامرية ، ومن هنا كان طريقها إلى العراق حيث أقامت واعتلّت،  هنا وقف ابن الملوح يخاطب هذا التراب ويسأله عن ليلى  .

دعنا من كلامك الفارغ، وهيا لننطلق إلى أرض الأمن والطمأنينة إلى أرض الدفء والسكينة ، إلى المدينة المنورة لنصلها ونأخذ قسطاً من الراحة قبل أن تحل صلاة الجمعة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!