حقائب النسيان../ إهداء حمود /سورية

” يا رحلةً في مدى النسيان موجعةً
ما كان أغنى الهوى عنها وأغنانا ”
لم تكُن تدركُ أنَّ النّسيان مجرّد كذبة
إلى أن جربت بنفسها وأبحرت في عالمه
نعم كانت على وشكِ أن تنسى
على وشك أن تصلَ المحطّة الأخيرة
نسيت الأماكن، نسيت الأزمنة
نسيت التّفاصيل، نسيت ونسيت
وفجأة، وفي إحدى محطاتِ النّسيان
تعثرَ قلبها الصّغير بوجهِهِ البهي ،
وجهه الذي لا يملُ من مطاردةِ أحلامها….
استطاعَ أن يعيد إلى ذاكرتها كلّ ما نسيت
بل وأعادَ لها أشياء لا تذكرُ أنَّها حدثت .
عندها أدركت أن النّسيان كذبة مغفلة
اخترعها أولئكَ الّذين سئموا من حملِ
حقائب ذكرياتهم .
وها هي الآن تعودُ من رحلةِ النّسيان
وتعيدهُ معها هو وحقائب ذكرياتها
تلك الحقائب التي أخذتها معها على أمل
أن تنساها حقيبة حقيبة في كل محطة
والغريب أنها الآن تتفقدها جيداً
خوفاً من أن تكون قد نسيت شيئاً منها .

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!