“لا يزال يسرق ثياب المستحمات في النبع، ليرى كيف يدخلنه نسوة ويخرجن غزلانا” المخيلة الشعبية
وهناك من عاش ليغني، عليه اللعنة، لقد عاش ليغني، بضراوة نسوة يستحممن في نبع ماء، في غفلة من أبناء عمومتهن، يأخذ النبع من هذه ويوهب الى تلك، فلا يفرق بين أجسادهن وأحلامهن، يتوثب فيتوثبن، لا يثأرن إلا لثأره، ولا ينتسبن لسواه، كان يمسك بدمعته من هنا فتنفجر من هناك، وإذا عاش فإنما عاش ليغني
وقيل عن شجرة تحرس قمصانهن، وقد تنحني فتحرس أعمارهن، تزعم أن المجنون لن يأتي، فيأتي، ملكا تجري به دماء الصعاليك، يسرق قمصانهن ويسأل أن يخرجن، كما هن، وليدات نبع، لتأخذ كل واحدة قميصها وتنصرف، علمته الشجرة فكان يفعل مثلما تفعل
لقد عاش ليغني، وبين يديه قمصان ومستحمات، يسألهن فيتمنعن، لسعة الجمال في تمنعهن، وكان النهار نهار النبع، فلما دنا الليل لم ينتظرن شفقة من مجنون، بدأن يخرجن واحدة تلو أخرى، ليس على أجسادهن سوى قطرات ماء، هي كل حيائهن، كل شرارتهن، لقد خرجن، غزلان شمس وماء، خطفن القمصان من بين يديه، وتركنه عند كل نبع، كمن عاش ليغني، لا يدري هل هو شجرة أم مجنون