مرحبا كانون.. يا خلاصة سفرنا الطويل من كل عام،
ويا صفحة تنطوي ما بين حزن وفرح، وألم وسعادة قصيرة بلا كركرة..
كم سهرت أرواحُنا ? وكم باتت ترتجي وصال من عشقت?
كم عافتنا الوسائد، وكم خذلنا من نحب، وكم عُدنا من معارك الحنين مكسوري الخاطر نتجرع التنهيدة، والدمعة، والخسارة..!
ماذا يا ترى هل كسبنا رهاناتنا ? رهانات الهوى الذي بدأ خجولاً وانتهى دون بداية حقيقية، مؤجلاً مواعيده لعام قادم على الأبواب..
كانون يا غُصةً على شفاه المتعبين من مطاردة الأشباح هل فيك ستنتهي الأحلام? أم ستبدأ مشاريع قادمة لمستقبلٍ لطالما أجهضته المفارقات رفقة الظروف..? !
خذ معك الناي ولا تغني لي، وخذ معك الموسيقى والذكريات الحزينة، ومواقيت النسيان، وخذ معك خيالات الساهرين على ضوء القمر، وخذ معك أشجان المغتربين للديار والأهل، وخذ معك آهات الأُمهات الكئيبة، وخذ معك كربة هذا الوطن المكلوم، وخذ معك تفاصيل الانتظار، وشهقات الغياب، وخذ معك باقات الورد التي ذبلت وحكموا عليها بالإعدام ظلماً في سِجن العِتاب، وخذ معك تلك الأشواق المتجمدة في أوردة المشاعر.. وقل سلاماً لأولئك الراحلون وسط القبور قبل أن ترحل.