ريثما يعود الحجر إلى رشده / بقلم : سراج الدين الورفلي

()

 

الرجل الذي التقط الأحجار والفؤوس

ودخل الغابة ،

الرجل الذي شارك الأشجار ظلالها ، وما عاد يعرف ظل من هذا الذي يلحقه ،

الرجل الذي خرج في إثر كمائنه ، وأعاده صدى الوادي إلى أغنامه القلقة ،

الرجل الذي استلقى بين كل الأشياء ، أراد حقاً أن يكون بين الأشياء ،

الرجل الذي يربط مستنقعاً فاسداً حول عنقه ، ولم يبق في جعبته إلا بضع كلمات يقولها لنفسه ،

قال:

ليتني تعلمت النباح

أنا غابات بداية الزمن

فقط لو ينبت ما يكفي من الضوء

لأفهم العتمة،

فقط ، لو أحصد ما يكفي من الكلمات

لأقول وداعاً

 

وداعاً أيتها الغربان الطيبة

وداعاً أيتها الثعالب الساذجة

وداعاً ياضفادع الساعة المتثائبة .

 

كان الحجر الذي رميته في البحيرة ،

صديقي الوحيد !

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!