سأكتب لك يوماً / بقلم : ريم بندك

سأكتب لك يوماً

قبل أن ينقضي عمر الرسائل..

على صفحةٍ من ذاك البحر الذي يفصلنا

ونصف الكرة التي تدور وتدور

في رأسي وتجعلني أدوخ ..

أدوخ بفكرة السراب قليلاً

أو ربما ذاك الضباب الذي يتسلق وجهك

ويغري بفكرة الأزل..

أعرف تماماً أننا لن نمضي قبل أن يبعثرنا الحنين

وأننا ربما سنُقتل بتلك الأسئلة الصغيرة

التي لا إجابات لها..

وأعرف أيضاً أننا لانستطيع التحكم بوجهات قلوبنا

لكننا نتحكم فقط بقراراتنا ..

وأما تلك الأشد حماقة

فهي التي تغير وجه خارطتنا الى الأبد..

ابتسم..!!

ففصل آخر لاينتمي الى ذاكرتك

سيُكتب ويمحى هنا الآن بجرة قلم..

سينسيك فصول الغابات

ومواسم القلق المعقودة في شعرك الأبيض

ابتسم..

ف مامن فصول شتوية ستبلل

لهفاتنا ولا حتى الصور ..

تُرى عن أي الفصول ستتحدث في الصباح قبل ان تناولني كلمة صباح الخير طازجة كرغيف الشمس..

ابتسم قليلاً فأغدو أجمل بكثبر

وستضحك الحواجز والأسلاك الشائكة..

ابتسم لوجه الشعر وحده

للطرقات المليئة بالافكار والصور المغبرة

ابتسم لمرة واحدة قبل أن يُقفل باب الأوهام

في وجه ترهاتنا الى الأبد..

وأنصت الى يقيني لمرة واحدة

بأن كل شي يحدث لسبب

وانك هنا الآن وفقط..!!

 

كتلك الفراشة التي دخلت غرفتي

فقط بمحض صدفة

ولم تعد تدرك باب الخروج مطلقاً

لم أكن جادة يوماً في أن أُقحم نفسي وأتورط بالكتابة

وأن أُقتل عمداً بهفوة الشعر

ولم أرغب في أن أبرهن شيئاً لأحد

بل وضعتك بين هلالين وجمعت ماتبقى من المفردات كفسيفساء لأصنعك بها وحدك..

لا لن يقتلنا الشعر

سيقتلنا دائماً ذاك السطر الناقص

من كل قصيدة أردنا كتابتها

باب الحقيقة الذي بغير وعي حاولنا اغلاقه..

لن يقتلنا الشعر ياصديقي

ستقتلنا كذباتنا الكبيرة واعتقادنا أننا سننجو بها..!!

سننجو بها من الحفر الكثيرة في طريق العودة

فالعودة من الشعر لاتشبه طريق الذهاب مطلقاً

نعود منه محملين بالخطايا

محملين بالأكبال ولطخات الماضي

نعود محملين بالأكفان التي تأرجحنا طويلاً بها

تماماً كما لانعود من الحب ابداً كما كنا…

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!