غدا” صباحا” .. / بقلم : ادريس علي

‏غداً صباحاً
حين تصدح الجوامع بتكبيرات العيد، وصغار الحيّ يفركون بأصابعهم النحيلة عيونهم الخاملة، سأخذك إلى تلة الهلالية (قلاجي هليليه).

هناك
ستدلّينني على شجرة التوت التي زرعتِها باسمي في اليوم الثالث من حملة التشجير
وسنسقيها معاً بالقُبلات.
أعرفُ أنكِ تجيدين تعزيق تربة الشجر وإزالة الأعشاب الضارة عنها كما كنتِ تفعلين دائما مع قلبي،
لا بأس
سنفعلها معا،
ونسوّرها بالحجارة ـ أيضا ـ معا
بعدها
سأمسك بيدك ونركض على حواف الهالة الصفراء التي تحاوط بحيرة أمينة (كُولا أمينة)

غدًا صباحا
سأقول لك صباح الخير سبعمئة واثنتين وعشرين مرة، وأقبّلكِ سبعمئة واثنتين وعشرينَ قُبلة بعدد الغرسات المزروعة حولنا.

ولكن من يؤكّد لي أنّ صباحنا سيأتي؟
قبري ضيّقٌ ولا أبوابَ له
وأنتِ دامعة العينين، مشغولةُ البال بإرضاء طفلتنا اليتيمة بثيابها القديمة.

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!