غير صالح للنشر/ بقلم : ريتا_الحكيم

ثمَّة امرأة نَسِيتِ اسمَها عالقًا بحنجرةِ رجلٍ لا يُتقِنُ

 لغتَها؛ فاختنقَ بهِ

سأكتفي بهذا القَدرِ مِنْ وحدتِها.

الرَّجلُ الذي اختنقَ باسمِها

 اعتكفَ خيمةَ عزاءٍ

 أُقيمَتْ على شَرَفِ خوفٍ لازمَهُ منذُ البِداياتِ،

وبقيَتِ النِّهاياتُ مفتوحةً على تأويلاتِ العَدَمِ

ثمَّة ضَجَر مِنْ سوءِ فهمٍ يتعدَّى كَونَهُ حدثًا عابرًا

 أو ظاهرةً اعتياديَّةً.

التَّطبيعُ مع اللَّاسِلمِ واللَّاحربِ

سَقَمٌ لا نحتملُ زَحفَه على أدمغتِنا.

الحربُ رسالةٌ أرضيَّةٌ بنكهاتٍ متعدِّدةٍ لِلقَتلِ

ونحنُ لا نمتلكُ حاسَّةَ السِّلمِ

ثمَّة عشاق لم تنضُجْ هواجسُهُم

يرفعونَ بساطَ السَّماءِ على أكتافِهِم

أنتَ ذاك الرَّجل القابعُ في خوفِهِ

وأنا تلك المرأةُ التي تُضاجِعُ وحدتَها

وتفشلُ في إنجابِ وَرَثَةٍ لأرَقِها

 السَّاعةُ الآن الثَّامنةُ

 بِتوقيتِ آخِرِ فنجانِ قهوةٍ تركتُهُ يَبردُ

لأطبعَ على حوافِّه، شفتيَّ

 باللونِ الرَّماديِّ المائلِ إلى الأسوَدِ.

أعرفُ أنَّكَ تُحِبُّ الألوانَ الزَّاهِيَةَ

 لكنَّني مُذ عرفتُكَ

وأنا أتحاشى ارتداءَها

لا لشيءٍ،

فقط لأنَّكَ فصلُ ربيعٍ

لم تُكتَبْ لهُ النَّجاةُ

مِنْ صقيعِ شتاءاتيَ المُتَكَرِّرَةِ.

أنْ تتحوَّلَ إلى فكرةٍ

تلتفُّ حَوْلَ رَقبتي؛

فهذا عِناقٌ حارٌّ

لم تَألفْهُ وحدتي.

الفكرةُ رسالةٌ سَماوِيَّةٌ وأنتَ مُلحِدٌ بامتيازٍ

 ها أنا اليوم

 بعد عدَّة قراءاتٍ

أجدُني بحاجةٍ إلى تلميعِكَ

أجدُني بحاجةٍ إلى أن أسكبَ على أصابعيَ

الكثيرَ مِنْ ماءِ الوردِ

 قبلَ أن أُعيدَ القراءةَ

وكأنَّك كتابٌ يُنشَرُ للمرَّة الأولى

بطبعةٍ فاخرةٍ

باللَّونينِ المُفَضَّلينِ لديَّ،

الأسود والرَّمادي.

ستبقى لغزًا

وسأبقى يقينًا

وستبقى الوحدةُ أوَّلَ الرُّسُلِ وآخِرَهُم

هذا النَّصُّ لن يُقرَأَ،

ولَنْ يُبْعثَ حيًّا يُرزَقُ،

ما لمْ أبتُرَ أصابعي

 قبلَ أنْ أُدَوِّنَهُ على أسوارِ الشَّوْقِ

 العاليةِ.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!