فوضى الماء / بقلم : سعيد العساسي

 

 

لن تموت خلف الظلام..

ففي عينيك نجمتان تضيئان ضفتي نهر لم يجر بعد؟

سأجعل لك منه سدا عظيما…

ثم أجعل لك عليه أبوابا بحيث لا يتسرب إليك الماء إلا من فتحة كل باب…

وحينما يرفعك الماء إلى أعلى أغمض عينيك وسوف ترى طائرا يحوم حول رأسك.  فلاتخف!

إنه يحاول إنقاذك..

حملك إلى عش فراخه الغرقى في الوحل..

لكنك لم تمت! نائم أنت وعائم في الملكوت…

تحلم بما ليس حلما وترى ما لايرى..

وعندما انتابك شئ من الخوف و أحاطت بك هالة من الظل المستحوذ…

كدت تصرخ..

كدت تغرق..

فهرعت نحو أول باب فوجدته مفتوحا مكتوب عليه:كل الأبواب مفتوحة وثمة باب اللاعودة….

فرجعت ثم صعدت مرة أخرى إلى أعلى

كي تتنفس الهواء..

كي تستمع إلى نزيف قلبك الذي كاد أن يتوقف..

كي ترى ما أنت فيه من فوضى الماء….

أنظر! الكل غارق تحت الماء..

حابس أنفاسه في تحد عميق أمام الحلم..

حتى ذلك الطائر يترنح!

هاهو الآن مسجى فوق جسدك كأنه اليابسة الوحيدة المتبقية أمامه لكي يستريح..!

أنظر إليه!  إنه يكاد يسقط بجناحين من ليل وضباب…

لكن لم أنت داخل هذه المحاورة؟

لم تحاصرك الصيرورة بالصمت والصورة؟

لم كل يوم تقلقك رؤيا عالمنا المائي..!؟

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!