في الحرب/ بقلم : أحمد جمعة

في الحرب..
كانت الجميلات تقصصن شعورهن
تخطن بها جروح الجنود
وتطبعن قبلةً بلون المطهر
لئلا يتألموا وينمو فوقها الورود
في الحرب..
رأيتُ جنديا يضاجع بندقيته
في الظلام
وحين الصبح خانته أمام ناظريه
وأطلقت صوب قلبه رصاصة
في الحرب..
تعلمت أن السلامَ حبةُ قمح
وأن الجميعَ جياع
والحرب سوسةٌ
في الحرب..
رأيت امرأةً تشق بطنها
وخبّأت بها رضيعها
ثم خاطتها بالنحيب وجرت
ظنّت أن القذيفة رحيمة
في الحرب..
رأيت طفلين يمارسان لعبةَ الاتصالِ
بجمجمتين
يوصلانهما بأحبالَ سُرِّيةٍ
ويتبادلان البكاء معا
في الحرب..
رأيت جندياً مضرجا بدمه
وهو بائن عليه الانشغال
فاقتربت أتفحصه..
وجدته واضعا قلبه بجانبه
ووردة ..
يغمس إصبعه في قلبه ويكتب:
” حبيبتي ..
لم يمنعني منك سوى رصاصتين
فقبّلي طفلتي التي ستلدينها بعد إسبوع
وعلقي قلبي هذا على صدرها تميمة
وضعي بشعرها هذه الوردة ”
في الحرب ..
قال لي أحدهم:
” يا بني، أنت مقطوعٌ من شجرة”
فعلمت أن عائلتي تحتاج من يرويها
وعكفت عند قبورهم
أدلق الماء، وأستقبل أرواحهم.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!