قصّ شعريِ بيديك. شعر”كزال ابراهيم خدر

لصحيفة آفاق حرة

 

قصّ شعريِ بيديك
ترجمة: سامي علي
شعر”كزال ابراهيم خدر

1
قصّ شَعرِي بيديك
لا أريد شعرًا ..
جدائلهُ كأوتارِ الكمان
أوتار تعزفُ لي ألحانَ الحزن
أنا لا أنبذ الشَّعرَ
هؤلاء الجهلاء هم من يعصرونه مثل الحبل
يعصرونه من أجل ساعات راحتهم
يغرسون فيه جمّ كرههم
الأشرار يجعلون منه حبلا للشّنق
ليخنقوا به … الرّقابَ الصّافية
2
قصّ شَعرِي بيديك
ولتمشطهُ أصابعك
وانقشهُ بنسيمِ أنفاسك ..
كي لاتقوم أمي في لحظة غضب
تقوم بقبضة يديها
تقلعُ شَعرِي من جذوره
3
بكل قِوَى أصابعك
حرّر شعري وارفع عنّي الحجاب
اكسر هذا السّاتر الّذي خبأ جمالي
وسجن جميع شعراتي
4
قل لخصلاتِ شَعرِك أن لا تشم شَعرِي
أخافُ كثيرًا حين أعود من موعدك
أن يشمَّ والدي شَعرِي
5
هَيّا تعال ..وقصّ شعري
خذهُ معك
أهرف إلَي .. أهرف في يومٍ ما
هؤلاء سيضرمون النّار في جسدي
وسيحرقون جدائلَ شَعرِي
سيحرقوها شعرةً ..شعرة
ويبقون الرّمادَ في أطلالِ شَعرِي
6
أنتَ حديقتي
حديقتي المليئة بالأزهار
وأنفاسك نسيم يحمل أحزاني
يجري ..ويجري
ليهديها للبحر
والبحرُ فسيح جدًا
يضمُّ كلَّ الأشياء في بلعومه
إلا شَعرِي ..
يبقى وحيدًا
7
ذكي ذلك الرّسام
الّذي يرسمُ صدرَ امرأة
الجهلاء يبصقون عليه
محق ذلك الرّسام
الذي لا يرسم شَعرَ امرأة
كي لا تتلاعب به الأقلام
8
اشتَرَيتَ لي ثوبا
أتت بنت رجل ثري
فمزقته
كان كحلمٍ منك ..
كنتُ قد خبأته في حضني
وجدتهُ أمي وأحرقته
فوضعتُهُ في إصبعي خاتما
سرعان ما ضيّعه لقدر
شَكَلتُ شعري بوردة ذبلت
قبل أن أشمّها
9
لاتقل .. لوّني شعركِ أشقر
ليبدو جميل
دعه دائما كستنائي
أنا أريدهُ مثل شَعرِ كلّ نساءِ بلدي
أريدهُ أحمرَ قرمزيًا بلونِ الدّم ..؟

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!