كلمة معالي الأستاذ محمد داوودية بحفل استذكار الروائي الرحل زياد القاسم .

 نص  كلمة  معالي الأستاذ  محمد  داوودية  ريئس  مجلس  إدارة جريدة الدستور  في  احتفالية  استذكار  روح  الروائي  الراحل  زياد  القاسم  مساء الأحد  الماضي 25/8/2019 .
*******************
بسم الله الرحمن الرحيم

اسعد الله مساءكم

شكرا لكم مشاركين وحضورا. وشكرا لبيت الثقافة والفنون ولسادنته الدكتورة هناء البواب.

نقش زياد القاسم اسمَه على جدارية الأدب الأردني، وبات مُطاولا حين نعدّ روائيينا المبدعين.

كتابٌ كثر تناولوا اعمالَ الفقيد زياد القاسم بالحفاوة والتحليل ابرزهم:

ابراهيم خليل ونضال الشمالي. ونزيه أبو نضال. وخليل الشيخ. ويوسف غيشان. وبدر عبد الحق. وشفيق النوباني. وفخري صالح. ومحمد عبيد الله. ومريم جبر. وسليمان الأزرعي. وشكري الماضي. ونبيل حداد.

وتظل الأبرز من بين كل من كتبوا عن زياد، ايمان النواس، زوجتُه الباسلة التي أذابت قلبَها وسكبته في نصوصها الموسومة “موعدنا البحر”.

و”موعدنا البحر” نصوصٌ تمور بالحياة والأمل والعذوبة، رغم ما فيها من مكابدة، كان جليا انها اتعبت كاتبتها وانهكتها.

لقد كشفت نصوص ايمان الشفيفة، عن محاولات شجاعة لإستنبات اجنحةٍ والتحليق او الفرار بها، من عالم لم يكن رفيقا ولا شفيقا، الى عالم يحتفي بالشجعان اولي العزم.

ولذلك نرى الى ايمان وهي تؤنسنُ كلّ ما يقع تحت ناظريها: البحرَ والموجاتِ والياسمين والمطر والرمال، في مكافيء موضوعي لصلادة الواقع الفجائعي، الذي عزمت على الفكاك من اثقاله.

في موعدها الذي ضربته على البحر مع زياد، مزجت ايمان الخاطرة بالشعر واللوحة التشكيلية والقصة الومضة والنص الحر، في محاولة شرهة لإيجاد ضالتها التعبيرية الملائمة.

تقول ايمان:

“أيها البحر خذني اغسلني من ذكرياتي واجعلني افيق”.

وفي آخر الأمر، نرى الى هذه الكاتبة -الطفلة، تفيق وتغادر لثغة البدايات.

كيف لسمكة صغيرة ان تجد نفسها في حضرة البحر؟! سؤال القلق الإنساني الذي يوشك ان يكون سؤال المرأة والمرأة العربية تحديدا التي تتناهبها أسنّة التحديات والضغوطات والتمييز والإنتهاكات وانعدام الرأفة.

وآخر القول فإن ايمان أضفت على فقيدنا المرحوم زياد القاسم، وأضافت اليه. نصوصها تلك سلال ياسمين تفرغها على ذكرى من تحب، و لا أقول ذكرى من أحبت.

يرعاكم الله.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!