لاشيء يُفزعني – محمد النعيمي

كل شيء هادئ كخطٍ مستقيم لا يعرف
كيف اعوجاجه استقامْ ..
يُشبهُ الكفنَ الغريبَ الآتي من تعرّجٍ ساكنٍ في غرفةِ الطوارئ
فملَّ ذبذباته وأقام صلاةً لا ركوع لها ..
أشياءٌ تتضحُ كأن غبارا هَمستْ عليه لعنةٌ
لتُعلنَ معادنَ الأشياء ..
منها يشعُّ كوجهِ النبيِّ
ومنها عابسٌ مُنذرٌ بجحيمٍ دنيويٍّ وآخرٌ ينتظره باشتياق ..
تتضحُ الرؤى
ويزدادُ خوفٌ في قلوبٍ لم تجد يدَ الله
هلعٌ هلعْ
و النبضات تُبشرُ بالقيامة هكذا ألتمسُ كما تلتمسُ
نجمةٌ حُلُما عابرا في السماء ..
كل شيء هادئٌ كجلوسنا على قشرةِ تُخفي لهيبا راقدا تحتها ..
كيف نشربُ كل هذا الخوف ألا تفيضُ الكؤوس فينا
ألا تثملُ القلوبُ وتنسى شبحا يطاردُها
إذا حلَّ الحصار ..
هو المخلوقُ المتعثرُّ المدسوسُ في زماننا
فكيف ننسى صانع الأكوانِ كيف نَنساهْ ..
وَهمٌ يحتوينا وينثرنا شتاتْ ..
كل شيء هادئ تماما
يُوحي بأشكالِ القيامة ..
لكنني غيرُ آبهٍ ويُغريني الوباء
رغم همسهِ لي أنيْ قادمٌ
فنسجتُ له حياتي موائدا للعشاء
إني غيرُ آبهٍ
ما دمتُ مع الرامي ..
فكيف تقتلني السهامْ .
***

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!