محاولةٌ للخروج من عُنق الخديعه/بقلم:ياسين البكالي

لم تتخِذْ مطراً لتنجو
كانَ في يدِها فؤادٌ عاثرٌ
من فرطِ ما أملتْ عليه الدردشهْ

ناولتُها قلبي أنا
كانت لشيءٍ آخرٍ
– غيرِ الهوى – مُتعطّشهْ

ودخلتُ كالأطفالِ من أحضانِها
نحوي
وكالأطفالِ عدتُّ إليّ أشكو
أنها كانت معي متوحّشهْ

لم تتخِذْ مطراً لتنجو
والصحاري تستعِدُّ لبلْعِها
والجدبُ
يُمعِنُ في ابتزازِ لُعابِها
والماءُ
يبحثُ عن سبيلٍ غيرِها
يجري عليه
ليُنعِشَهْ

لم تتّخِذْ مطراً لتنجو
والسرابُ صديقُها الأزليُّ
خازِنُ سِرِّها
كم ضاجعتْهُ على بِطاحِ التيّهِ
تحسبُهُ أنا
يا هذه
مُنذُ اغترفتُ خواطري من صوتِ أُمي
علّمتني حينَها
أن لا أُطيقَ الزركشهْ

قد كانَ مِلءَ يديكِ
كأساً مُترعاً بالضوءِ
سقفاً من غيومٍ
كلما قطراتُها نزلتْ عليكِ
أقمتُ حفلاً للندى
كنتِ العروسةَ فيه
كم خادعتُ قلبي
في عيونِكِ
كم ظننتُكِ مُدهِشهْ !!!

الحبُّ ليس سِلالَ إعجابٍ تُوزّعُ للضيوفِ
وليس مشاعراً حمقاءَ
تُلصِقُ نفسها في عُلبةِ الكبريت
ليس تساؤلاً عن مَن نكونُ
لأنهُ الكينونةُ الأولى لكلِّ مُقدّسٍ
قبلَ التأرْجُحِ
في شكوكٍ مُوحِشهْ

الحبُ بسملةُ الخواطرِ في متونِ الغيبِ
لحنٌ شاردٌ في الفقدّٓ
حرفٌ طاعِنٌ في الخربشهْ

الحبُ نافذةٌ
على أعصابِها فُتِحتْ
يدٌ بُشرى
على صدرِ الحبيبِ تمُرُّ نسائماً
لتَجُسَّ نبضاً فيهِ
لا لتُفتّشَهْ

فلِمَ اندلقتِ على دروبي ؟
يا فتاةً لم تُناهِزْ رؤيةَ المِرآةِ لي
وأنا أُعيدُ كتابتي في السطرِ
أقرأُ صامتاً وجهي
على هذا الهباءِ
أُحاولُ الإمساكَ بي
إن أمسكتْ بي منكِ يوماً
وشوشهْ

عُتباكِ .. والألمُ المضارعُ
في الطريقِ إليَّ !
كنتِ كسُبحةِ الصوفيِّ
صرتِ كـ طقمِ أسنانٍ
لذئبٍ فوضويٍ
جاءَ من نيجيريا
للنِيلِ أو للنهرِ
حاولَ جاهِداً أن ينهَشَهْ

اللوحةُ انكفأتْ على ألوانِها
وبدا هزيلاً
كلُّ ما سيُقالُ عن أملٍ
تناهى في مداكِ
فأغطشهْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!