نبض الورد ../ بقلم : إهداء حمود

اقتطفَ زهرةً من أزهارِ الرّبيع المخمليّة
وجاءَ مسرعاً يقدمها لها وهو يتباهى
ولكن خابَ ظنهُ عندما لم يرَ ابتسامتها
عندما لم يشعر أنَّها سعيدة بتلك الزّهرة
نظرات عيونها كانت مليئة بالحزنِ والغضب
في ذاتِ الوقت
سألها مستغرباً: هل يوجد أُنثى لا تحبُ أن
يقدم لها الورد…..؟!
فأخذت الوردةَ من يدهِ ووضعتها في الماء
ثم أجابته: إنّ أكثر الهداية التي تحبُّ الأنثى
أن تهدى لها هي الورد، ولكن….
تلكَ الأزهار تحبُّ الماء ولا تستطيع العيش
دونهُ، تماماً كما أنا أحبّك
الأزهار يا عزيزي تشبهنا نحنُ الإناث
لطيفةٌ ورقيقةٌ كما نحن
حتى إنَّ للأزهار نبض يشبهُ نبضَ قلوبنا
ولها مشاعر، تفرح، تتألم، وتحب مثلنا تماماً
وأمّا عنّي عندما تريد أن تُسعدني أحضر لي
وردة بأصيصها كي أعتني بها وأتمتّع
بجمالها طوالَ الوقت دونَ أن تموت
ابتسمَ ابتسامة عريضة فيها شيء من البلاهةِ
وقالَ لها: إذاً في المرّة القادمة لن أقطفَ
لكِ الأزهار
ما إن وجهت لهُ نظرة حادة
حتى أكملَ حديثهُ: في المرةِ القادمة
سأحضرُ لكِ الحديقة

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!