هيا إلى المحرقة / بقلم منى محمد

بعد أن شربت حلماً ساخناً وأحرقت لسان قلبي

 بحثت عن قطع الثلج كي أداوي نبضي

 لم أجد في منزلي إلا علبة كبريت وشمعة

 إنها بلاد معتمة لاتصلح للأحلام …

 ………………….

هيا إلى المحرقة

 أنا أعرف الطريق جيداً فاتبعني

 أنا صديقة الحرّاس اللذين يقفون على باب النهاية

 حيث الجميع يتجه حاملاً معه حقائب الوقت المنتهي والأحلام

المستهلكة

 هناك حيث تلقى الأشياء

كل الساعات المعطّلة .. والجوارب المهترئة …

 الكتب السميكة المملة … الشعر … المقاعد .. والأصوات

 المفاتيح والمعاطف والأحذية

 ربطات العنق والأقراط ، قلم الحمرة ، الفساتين القصيرة،

 و زجاجة العطر المفضلة

هناك حيث نتخلص من قبعاتنا وأصابعنا وهواتفنا

والألم

والندم

وقلق الحكايات

 هناك حيث نحرق حضورنا والغياب …

حيث أيامي وأيامك التي لم تعد تنبض

جميعهم هناك يحملون الصناديق المقفلة على الخيبات والقصائد

المرتخية مثل وردة ذابلة

 وبقايا الصور …

وبعض قصاصات السهر

 وجنوني

وجنونك

والملل المتثائب … و الأغنيات

 وصمتك

وهذياني

 أعرف الطريق جيداً فاتبعني

 أنا صديقة المسافة والتدحرج المستمر

 دائماً أنجرف مع السيل الهارب

 أنتهي … ألوح … أفلت يدي … أنكسر …

 ثم أرفع رأسي على مشهد فارغ فارغ تماماً من كل ما أحب

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!