وإن افترضنا../ بقلم / ابراهيم مالك

غالبًا أجدُ نفسي ضائعًا في جمالكِ، ولا وجهةَ لي إلاّكِ، لكنّني مع ذلك أعود أدراجي دون أن أُخبركِ،
أعود أدراجي مُحمّلا بخَيباتي و عيناكِ..

لديّ الكثيرُ من الأشياء التي لا أستطيعُ التّعبير عنها كما يجب، فمثلا كيف يُمكنني أن أردّ عليكِ بعد أن تقولي لي أحبّكَ، حين أكون مُنهمكا و غارقا في حُزني و يأسي،و فجأةً تنهالينَ عليّ بهذه الكلمة، و تقتُلينني بها، مِثل هذه الأمور تُصيبني بالإحراجِ فأبحث عن مَخرجٍ ولا أستطيعُ سِوى أن أبتسمَ، و أنا ضائعٌ بين كومة مَجازات لا أستطيع أن أعبّر عنها حتّى..

ماذا يعني أن تخرُجي من الحمّام لا تضعين عليكِ سوى فُوطةً مُبتلّة تعرضُ كل ما تمتلكينه من مَفاتن، بينما يكون عليّ أن أبقَى هادئًا أكثرَ من الفُوطة نفسها، الفوطةُ التي تتحرّك عليكِ و تتغزّل بك،
فتكشفُ، و تحجبُ،
تكشف و تحجب،
و فجأةً تكشفُ كلّ شيء!

كيف يُمكنني أن أتراجعَ عن تقبيلكِ حينها، و أخبرك عن السّر الدّفين الذي يسكنُ فوق مُنتزهات صدرك..

لا أعرف مُطلقا ما مَعنى أن أضيعَ وسط هدوئكِ، و أتلاشى في صَخبك، بينما أستحضرُ ملامحكِ في أحلامي و أنام كأنُني أتلذّذ بقطعةِ سَكاكر.

أليس كافيًا أن أمسحَ عنكِ قطرةَ عرقٍ واحدة كانت تسيلُ فوق جبينك و أنهل من بعض العطر الذي ترُشّينه أحيانا حول رقبتكِ، أليس هذا كافيا لتقولي لي أحبّك!
و إن افترضنا أنّكِ قلتِها، ألا يُمكن أن تقترحي عليّ كلمةً تُعبّر عن الحب و الضّياع معًا، كأن أقولَ لكِ مثلا أعشقُ روحكِ بمعنى أنّني أحبّكِ و أهيمُ فيكِ و أضيعُ عشقًا..

أعرفُ أنّ كل ما يتعلّق بالحُب يبقى غامضا و مُبهما، لكنّني سأعيدُ تكرار التّجربة و أكتبَ مُحاولا التّغلبَ على هذا الخلل و المُشكل الذي يُصيبني كلّما أردتُ التّعبير لكِ أو عنكِ، أمّا هذه فمُجرّد مُحاولةٍ فاشلة.

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!