يوميات متجول (٢) / بقلم : وليد المسعودي

ها أنا اتجول

في هذه المدينة الخربة

خمسة رجال بدشاديش بيض

وعقال واحد  !

في مهام يومية

لقتل الوقت

في مجلس عزاء .

تعبث رياح آب بالدشاديش

وبذلك العقال الذي

كاد أن يسقط على الأرض

لولا ابتسامة صبي صغير

كان يجلس

على عتبة بيتهم

وفي يديه الهاتف المحمول

يتجول هو ايضا

بالعاب خصبة

بالفراغ وقتل الوقت  !

 

 

ها أنا اتجول

في هذه المدينة الخربة

بائع الدجاج الأمي

يجذب النساء بطريقة التغريد

حيث يتحول الى كنار اليف جدا

وما أن تعشق احداهم تغريده

يبدأ بسرقتها

سرقة ضحكات طويلة

وسط حزن جم

او قبلة خاطفة

وسط رغبات دفينة

حتى وإن كانت

عبر الهاتف المحمول

 

ها أنا اتجول

في هذه المدينة الخربة

مع غروب الشمس

يرتفع دخان النفايات

لا ادري ماذا يحرقون

اكوام كثيرة من احلامنا

بهواء نقي ؟!

أم تلال نحاسية مسروقة

لا تكفي لسد رمق الجوع

ويا له من جوع لا ينتهي

للنقود  !

 

ها أنا اتجول

في هذه المدينة الخربة

عند أطرافها السفلى

أشارات المرور

تشبة رجلا عاجزا عن الوقوف

لشدة حمله الاثقال

مكدسة هذه العربات

حتى الدخان ايضا مكدسا

في الهواء

لا يفارق الركاب والمارة

من يحل عقدة الرجل المثقل بالاحمال

دشداشة بيضاء

تهفهف في الريح

تجر وتصرخ بهذا وذاك

ومع ذلك دون جدوى

السواق يغرقون في الثلج

ثلج بليد وجامد جدا

ثلج عاطفتهم الميتة

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!