أخبرونا عن وطن/ بقلم:إياس كيوان

لماذا نتجنبُ الحديث عن تلك الأيام

عندما كانت رائحة القهوة تملأ الصباح أملاً.

كانت رائحة التبغ تملأ غرفة جدتي

وسحب الدخان

ترفرف على الشباك كأعلام بيضاء.

لماذا نتجنب الحديث

عن صداقة بريئة حضنتها أروقة

الطفولة وانتهت بين زقاق الكبر

نرسم أشكال أوراقها في أحلامنا.

نحنّ لأصوات الطيور المجهولة

وهي تغني ثم تموت في مأذن الجوامع

لماذا نتجنب الحديث عن الاربعة الكبار

سكوا وجود الأمم المتحدة

سلموا مفاتيح القدس لمرتزقة

لطخوا ترابنا . أعدموا نسائنا.يتموا أطفالنا

.تركوا كسرة الخبز للعرب الصغار

دعونا لا نقول …. سلموا !

دعونا نتذكر أول رائحة للمطر

بدلاً من هذا كله

دعونا نتكلم عن اخوة فارس

عن أطفال واجهوا الدبابات بحجارتهم المقدسة

دعونا لا نذكر الخيانات العربية أصدقائنا القدامى

الذين يتبدّون لنا

كحكايات خيالية

في غابات الموت.

إن ذكر أسمائهم لن يعيدهم إلينا.

دعونا نبقى هنا

ننتظر المستقبل حتى يصل

ننتظر جيلاً يحكون

لنا بلغات شتى

عن وطن أتينا منه يوما.

«أخبرونا عنه» .. قد يقولون.

ربما بإمكانكم إخبارهم

عن زرقة السماء

وعن حبات القهوة

عن البيوت الصغيرة البيضاء

وعن الشوارع المُتربة.

بإمكانكم إطلاق

العنان لذاكرتكم

لتسبح مثل زورق

ورقي في نهر.

وتصلّون

كي يُسِرّ الزورق الورقي

بحكاياتكم للماء.

وتعوي بها الريح لأوراق الشجر.

وعندما تتوقفون

عن الكلام وتنصتون

سوف تسمعون حكاياتكم

وقد ملأت العالم

ذلك أن الريح

هي اللغة الوحيدة الخالدة.

فلسطين لنا

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!