استدارةُ خاتَم / بقلم:أحلام الزامكي

أمَّا قبل !

لا أنامُ إلا لأنساك!
و أنت الظلُّ الغافي على ضفافِ الذاكرة !

العارجُ في مدارجِ الروح!

والنابتُ مع أولِ تهويدة حبٍ
و حقيقةِ قُرب!

وحدي جعلتُك قِبلةً مقدَّسة!
طُفتُ حولَ مسعاك!
ورجمتُ شكوكك بإيماني بك!

وحدي كتبتُك ميلادًا لحضارةِ قلبي!

كيانًا تاريخيًا لِكِنْديةٍ فاتنةٍ مثلي!

وحدي نقشتُ وجهَك على مراياي!
لأراك كلّما تذكرتُ أنثاي!

وحدي كنتُ وحدي ..
حينَ علَّقتُ اسمي تميمةً تُعيذُك من فوضى العابرات!

وحدي جمعتُ فيك العابرين !
وحَّدتُ فيك دولتي!
و رفعتُ راياتِ الدلال!

ووحدي الآن مَن نسيتك!

أما بعد!

وتراجعَ الوجهُ النبيلُ منسحبًا نحو أطرافِ الذاكرة!

ماعاد نبضُك ساديًا!
ماعدتَ تختمرُ بدفءِ أفيائي!
ماعدتَ تنهمرُ من رَبابِ لهفتي..
و سرنماتِ رجائي!

كم أنت الآن…
مهزومٌ و مصلوبٌ على جذعِ اشتياقاتي!

ماعدتُ أستنشقُ عبقَ طريقِنا معا!
ماعدتَ هنا!

لم يتبقَّ منك سوى أثرِِ خاتمك بإصبَعي!

ذلك الأثرُ!
هو آخرُ ماتبقَّى من بياضِ عهودنا!

آخرُ آثارِ حضارتك على بقاعِ قلبي!

آخرُ الذكرى!
وأول النسيان!

أتدري؟

ماعدتُ أحتاجُ إلا لأنامَ !

لا لأنساك..

بل ..
لأحلمَ بك!👒

لأستعيدَني معك!

لا لشيءٍ سوى…

أنَّ الحياةَ فشِلَت في إقناعي أن أناصِفَ قلبي غيرَك!

أو أن أكون لسواك!

ولازلتُ أنام!

لأحلمَ بك!

أنامُ لئلا أنساك.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!