آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
السلام عليك في النوم وفي اليقظة
في الحزن وفي الفرح
في الوجود والعدم
في اتساع كفك بالعطاء
وفي حرائق الألم من آهتك
السلام على قلبك الذي يشبه طمي الوديان المتكسر في يباسه
السلام لابتسامتك التي لا يشبهها شيء
وعلى أغنياتك عن المطر والدموع
السلام عليك في صمتك الذي طال حتى طغى على الأكوان
السلام لألوانك
ولتكن المحبة لغتك في الصمت
والمودة فنارك الذي يشرع أضواءه ليل الهجر الطويل
لتكن رحلتك إلى حضورك في البال
وليكن نسيانك حجرا يدل على أثرك.
فلقد هربت الينابيع في روحي واحتلتني صحاري الكلام
ارتحل البدو بحدائهم
وتركوا الرمل وحيدا ينثال على حكايتي
ها هم هناك
يحبكون لما تبقى من أعمارهم قصائد ومواويل
ثم يدفنونها حول مواقد ما تفتأ تختفي في رحيلهم
ولم يحررهم البكاء على الأطلال
ولم تنسهم الطيور المهاجرة التي تقطع الأفق سيرتك.
تعالي فسعف النخلة تحول أجنحة
ثم حلقت النخلة الوحيدة في الوادي بعيدا
تعالي نبحث عن جذعها الذي تركنا فيه تحية للعابرين فوق عيوننا
وكنت تقولين: سوف يأتي نهار
يطوف نساك كثر على هذه الأرض ويتمسحون بتحيتنا
حتى تمتح
تعالي أيها المختبيئة خلف الحجب فلقد أخذت معك صوتي وعيوني
دليني عليك وقولي تعال.
تعالي، أنساني الدهر من أنا
عشتك من قبل في أزمنة شتى
ثم أمتك مرات وأحييتك أخرى
فتعالي يكفي ما بددناه من هذه اللعبة
تعالي لنستريح تحت ظل النخلة التي هجرتنا
وحلقت بحثا عن نساكها الموتى
