لم يكن موجودًا أبدًا/ بقلم:عمر محمد العمودي

هو لم يكن موجودًا أبدًا
‏لم يكن جسدًا
‏لم يكن ظلًّا
‏لم يكن سوى انعكاس يائس
‏يعترض النظرات، يقف على الممرات، يلوّح، ينادي، يتعرّى.. ولا يُرى
‏ويظهر خفية حين يريد أن يتوارى
‏تجده مختبئًا في زاوية من المرآة الجانبية المتصدعة من السيارة
‏يختلط كضوء القمر على المياه الراكدة.. يُقلّد البعوض
‏يتوسّل الغياب التام من لمعان عين شرطي المرور
‏لا يُرى.. لا اسم له في هاتف الكون ولا صورة
‏ليس سوى انعكاس يائس يظهر على شاشة بالية لهاتف قديم معطّل..
‏لا يُرى، ولا أحد يترقب حضوره، ولا أحد ينتظر غيابه
‏لا أحد يريد تذكره،
‏ولا أحد يريد نسيانه…
‏ما لم يكن موجودًا أبدًا، ما لم يكتسب لونًا موحدًا، وهيئة واضحة
‏من تلطّخ بألوان المارة، وتغذى بلعق ما تبقى في أياديهم
‏لن يُرى.. لن يكون شيئًا
‏سوى انعكاس يائس

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!