مصادفة/ بقلم عبدلقادر رالة .

 

 مصادفة

   قفزّ خطوة الى الوراء ، تراجع أكثر … تملكته الدهشة أليس هذا هو حمزة؟ 

  حاول أن يجمع شتات أفكاره ويرمم ذكرياته المتساقطة…

  نعم ، هو ، حمزة ، بلحمه وشحمه ، وابتسامته الساخرة التي تميزّ بها دائما …

أين كان ؟ متى عاد؟ وهل مصادفة أن يلتقيه في هذا المكان ، وفي هذا الوقت؟…

 

البوم.

    عائلة جارنا  سليم بأكملها تحضر للرحلة إلى مدينة تيارت ، لزيارة مدينة الملاهي. كان الظلام يخيم على مدينتنا الصغيرة، امتطيتُ الحصان البلاستيكي القديم، كانت أختي تلهو مع أمي، بينما أخي يبكي لأنه أضاع كتابه المدرسي…

    و ما أثار انتباهي هو صوت البوم يتكرر بين الفينة والأخرى رغم أننا نسكن المدينة ولا وجود للبوم!

    كانت السماء صافية مليئة بالنجوم تمنيتُ لو أمسك بالنجوم والقمر…

   تذكرت الثعلب الذي لمحه المالك الحزين يلتهم تمساحا، في الكتاب المدرسي   الخاص بأخي الصغير!…

 

الشطرنج.

    لازلت  متعجباً ومتحيراً من مروان!…  

    الخوف والهروب من مواجهة يحيى، وتفادي الجلوس أمامه، وملاعبته الشطرنج !

    واجه الكثيرين سواء في الحديقة أو في مركز تنشيط الشباب،  وكان يتفوق على خصومه في أغلب الأحيان، ويُعتبر من لاعبي الشطرنج النابهين في مدينتنا الصغيرة…

    نفذ صبري ، وكاد الفضول أن يُدمرني فسألته فأجابني وهو يبتسم :

   ــ أنت تعرفه كجار أو صديق… يحيى …أنت لا تعرفه جيدا  .. أما أنا فخبرته كلاعب ماهر، متميز ومتمكن في الشطرنج !وحتى هذه اللحظة لا أعرف كيف تغلبت عليه في ذلك اليوم الربيعي ؟

  وأنا أعتزّ بذلك الفوز كثيرا، ولا أريد أن افقده..  لن أغامر  بأن  أعطيه الفرصة  لكي يفوز علي وينتقم!… أعرف أن هزيمته تسوءه كثيرا ويريد أن يثأر…

   لكني لن أمنحه الفرصة أبدا!…

   طالما اعتقدتُ أن لعبه الشطرنج رياضة عقلية تماما مثل الرياضة البدنية فيها الربح والخسارة والتعادل!غير أني لم استطع أن أفهم كيف يفكر مروان … ويحي ؟… 

 

 

 

  

   

    

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!