و(إِيمانُ) تُهدِي ضحكتي/ بقلم:حسين المحالبي

و(إِيمانُ) تُهدِي للصَّدِيقاتِ ضَحكَتي
وتُنشِدُ: ما أَحلَى صَغِيري وأَجمَلَهْ
.

تُبارِكُ أَيَّامي صَلاةً وأَدمُعًا
وتُفعِمُ أَحلامِي هُطولًا وأَسئِلَهْ
.

أَنَا الوَلَدُ المَحكِيُّ ..
قُرَّةُ عَينِها
فَمِي مَخدَعٌ للغَيمِ،
قَلبِيَ سُنبُلَهْ
.

بغَيرِ اكتِمالٍ تَترُكُ الحُلْمَ رائِعًا
وتَطلُبُ مِنِّي أَنْ أَنامَ لأُكمِلَهْ
.

وتُشعِلُ لَيلًا
فِيهِ تَسهَرُ وَحدَها
تُصَلِّي على أَجفانِهِ مُتَبَتِّلَهْ
.

أَنامُ وأَصحُو مِن عَميقٍ
وبُنُّها على النَّارِ
يُغرِي أَكؤُسًا مُتَغَزِّلَهْ
.

وكَعكٌ بطَعمِ الحُبِّ
ما زَالَ ساخِنًا
وحَبَّاتُ تَمرٍ مِن سَماءٍ مُنَزَّلَهْ
.

وَلِي تُسرِجُ الدَّربَ الرَّبِيعِيَّ ..
رُوحُها تُرافِقُني ظِلًّا
وضَوءًا
وأَخيِلَهْ
.

ومِن دَهشَةِ التَّأوِيلِ تُومِضُ كَالنَّدَى
وتَتلُو انسِيَاباتِ المَعانِي المُؤَوَّلَهْ
.

وحِينَ ترى نَهْرًا يُرَتِّلُ صُورَتِي
تُفاوِضُهُ في النَّبعِ
حَتَّى تُرَتِّلَهْ
.

تَمُدُّ حَنَايَاهَا إِلَيهِ سَوَاقِيًا
وتُدنِي لَهُ أَشجَارَها
كَي تُظَلِّلَهْ

——

ولَكِنَّ أُنثَى أَغرَتِ الطِّفلَ داخِلِي
ليَقطِفَ مِنها مَا اشتَهاهُ
ويَأكُلَهْ
.

خَدَشتُ صَلاةَ العِطرِ
في كُلِّ وَردَةٍ
وبِتُّ أَخافُ الضَّوءَ
أَنْ أَتَأَمَّلَهْ

——

أَعُودُ إِلَيها
والسَّماءُ مُخِيفَةٌ
بِقَلبِ نَبِيٍّ يَرتَجِي أَنْ تُزَمِّلَهْ
.

أَعُودُ ولا أُحصِي الخَسارَاتِ مُتعَبًا
مِنَ الرَّكضِ في هَذي الحَياةِ المُعَطَّلَهْ
.

أُخاصِمُ أَشيَائِي
وأَرمِي مُبَعثِرًا بِها
وأَفُضُّ الوَقتَ عَنِّي لتَغسِلَهْ
.

تُرَتِّبُ مِن بَعدِي ولا تَشتَكِي أَسَىً
وإِنْ كَانَ مَا أَشقَى شَبابِي وأَهمَلَهْ
.

أَنَا حائِرٌ
دُنيا سُؤالٍ تَتِيهُ بِي
وأُمِّي إِجَابَاتُ الزَّمانِ المُؤَجَّلَهْ!
.

على حَطَبِ الإِيمانِ
تَخبِزُ صَبرَها
بِأَيدٍ بِها الحِنَّاءُ يَندَى كَبَسمَلَهْ
.

وتَزهُو
(مصَرًّا)* فَوقَ رَأسٍ مُبارَكًا
وتَرقَى
جَبِينًا بالجَلالِ مُبَلَّلَهْ
.

تَقَدَّستَ يا تَنُّورَها..
إِنَّ جَمرَةً
لَأَبردُ مِن خَوفِ الأُمُومَةِ
والوَلَهْ!

————————
ركعةٌ من صلاةٍ في محيَّاها

*المصَرُّ: قطعة قماشٍ أشبهُ بالشَّال، تَصُرُّهُ النساءُ التهاميَّات على رؤوسهنَّ أثناء القيام بواجباتِهنَّ المنزليَّة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!