أنثى لأزمنةٍ لم يطأها الفناء
مشَّطتْ شعرها الريح
واكتحلت بالأساطير
واتزرت بالقيامة..
*
صنعاء
تنشر أقدارها كالحليِّ
على صدرها
عند كل فاجعةٍ
تأخذ زينتها
فهواها تناهيد ذاك الغراب
وأنفاسها
سوءةٌ وندامة..
*
جاءت بنصف ملامحها
هكذا
هي منذ أن فُتقت
في السماء بقيّـتـُها
وفي وجهها باقياتٌ
لما قبل ذلك..
هي أنثى لأزمنةٍ لم يطأها الفناء
رقيبة كلّ العصور
وفي كل صبحٍ مقامٌ لها
ولكلِّ الصباحات فيها إقامة..
*
صبحها مسفرٌ أبدا
ليلها دائمٌ أبدا
وأنا وترٌ بين صبحٍ وليل..
تختانني
نشوة العشق والموت فيها
فأرى قبلة مثل أمِّ المسيح
على فمها
فأذرّ على وجهها ما تبقى من العمر
كي تتموسق في ثغرها الابتسامة..
*
أين ولى السلام ؟
ما عدت ألمحه
سوى في ختام الصلاة
أما عاد في كلِّ صنعاء
متَّسعٌ للحمامة ؟