أزيلوا الحدود التى صنعت من الدماء


جريدة آفاق حرة 

المستشار …جمال اسماعيل –رئيس الائتلاف

تمر فلسطين بمرحلة حساسة ودقيقة لان هناك عدة عناصر متناقضة ومتعاكسة تحيط بها وكل منها يشدها الى إتجاه مما يزيد المشهد ارتباكا . وفيما نحن نتابع معركة الأمعــاء الخاويــة التي أطلقها الأسرى الفلسطينيون في السجون الصهيونية نكاد نشعر بإنشطار حقيقي بين قطاع غزة بقيادة حركة حماس والسلطة الفلسطينية في رام الله هذا الإنشطار الذي يتعزز يوما بعد يوم باجراءات متبادلة تكرسه وتجعل الرجوع عنه ليس سهلآ . على الصعيد الداخلي اما على صعيد العلاقة بدول الاقليم والموقف الدولي فسيخضعون لإبتزاز وإغراء بعضهم بالبعض الاخر . وسيرى الجميع ان كل الوعود المقدمة سرآ وعلنآ ليست سوى دفعا لكل طرف نحو مزيد من التعقيد . فالسلطان العثمانى الواهم لايعترف إلا بجنون السلطة . والإستحواذ على مليارات الدولارات من أى طريق حتى لو كان طريق الترويج من المشروع الإسرائيلى فى غزة . كما تؤكد أفعاله وممارساته الوحشية والإنتهازية تجاه أبناء شعبه المعارضين له والمختلفين معه تجاه الشعوب العربية المجاورة لتركيا . لا أخلاق له ولا دين يعصمه من الخطأ والجريمة . من خلال تعبيرات نضالية المزيف . ومن ناحية أخرى يسعى من خلال دعواته للشعوب المشبوهة إلى ابتزاز الدول الإسلامية لدعم النظام التركى وإقتصاده المترنح . فهذا السلطان العثمانى من أبخل المسؤولين المسلمين على الشعب الفلسطينى . فهو لا يسدد حصة بلاده فى منظمة غوث وتشغيل اللاجئين «الأنروا» التابعة للأمم المتحدة . بزعم وجود مشاكل إقتصادية وتارة أخرى بزعم تعرضه لضغوط أمريكية . بينما يسعى لعقد الصفقات مع الشيطان الإسرائيلى لمزيد من الدولارات التى تتدفق على حساباته وحسابات ابنه «بـلال» السرية فى مصارف العالم السوداء . وفى الوقت نفسه يواصل دغدغة مشاعر الفلسطينيين بالكلمات المعسولة ذات المعانى الملتبسة من قبيل . أزيلوا الحدود التى صنعت من الدماء . وهنا لابد من وقفة أمام ما يطرحه هذا الأردوغان . إذا أخذنا فى الإعتبار ما يراد وما يتم تخطيطه لتصفية القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة غزة مع السماح لإسرائيل بإلتهام سائر الضفة الغربية مع طرد فلسطينيى الضفة إلى غزة الجديدة وتعويضهم بمليارات الدولارات وقطعة من صحراء النقب بالضفة الغربية . يسمح لهم بإنشاء عاصمة لدولتهم هناك . أوردغان الذى ينافق الفلسطينيين . ويطلق العبارات الطنانة الداعمة لهم من منصات المؤتمرات الفنكوش التى يعقدها فى بلاده . أوردغان الذى يعمل على رفع معدل التبادل التجارى مع الدولة الإسرائيلية بصورة محمومة من 3.5 مليار دولار إلى نحو 10 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة . فى سبيل ذلك يقيم المعارض التركية فى المستوطنات الإسرائيلية، ويقدم التعهدات بإستيراد منتجات هذه المستوطنات بالمخالفة لدول العالم . كما وجه قطاع الطيران المدنى التركى ليزيد رحلاته من إسرائيل إلى مختلف المدن التركية إلى 60 رحلة أسبوعيآ . ونقل نحو مليون إسرائيلى سنويآ إلى المدن التركية . فالأيام المقبلة ستشهد مزيدآ من الرقص الأردوغانى المكشوف ومزيدآ من التعرى التركى . فهذا السلطان العثمانى يتنى الإنحياز إلى المشروع الصهيو أمريكى فى المنطقة . وضليع فى إستخدام الشعارات النضالية والعبارات المجانية التى ظاهرها دعم الفلسطينيين وباطنها الترويج لمشروعات تل أبيب من أجل الاحتفاظ لنفسه بمقعد اللاعب الأكثر مهارة من بين أتباع واشنطن . لكن السلطان المزيف الواهم دائمآ ما ينسى أن المنطقة العربية بها قوى أساسية لا تسمح بتمرير المشاريع الإستعمارية أو تقسيم الدول العربية أو تضييع القضية الفلسطينية .

عن ناصر ميسر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!