سأمضي دونما ملاحظة / بقلم : عبد الحفيظ طايل

لسبب ما

أصبحت اصحو مبكرا

مملوءا بالرغبة في التنصت والمراقبة

وأراقب

أرى كائنات تسعى كالنمل إلى أعمالها

بنفس الدقة ووحدة الهدف والمسعى

كل يوم

 

المجنونة ؟ التي تسرق أغطية السيارات وتحاول أن تصنع منها خيمة دون أوتاد

التلميذ العاشق ؟ تحت شرفة حبيبته رغم تعطل الدراسة

الموظف ؟ الذي يحاول اللحاق بمقعده

 

المجنونة تبقع جسدها العاري بشكل مموه

والتلميذ يقف انتباه

والموظف يمشي بالخطوة السريعة

وجميعهم يرددون نفس المقاطع من خطب الرئيس

كل يوم

المجنونة التي تبقع جسدها العاري بشكل مموه وتردد ذات المقاطع من خطب الرئيس آملة في بناء خيمة دون أوتاد

والتلميذ الواقف انتباه مرددا ذات المقاطع من خطب الرئيس

والموظف الماشي بالخطوة السريعة مرددا ذات المقاطع من خطب الرئيس

يصحون مبكرا جدا

ويراقبون :

ثمة أشجار في هذا العالم

فوق أغصانها تزقزق الطيور

هنالك نظم حاكمة

 

المجنونة التي تبقع جسدها العاري بشكل مموه وتردد ذات المقاطع من خطب الرئيس آملة في بناء خيمة دون أوتاد تقول :

العالم أشجار ترتدي المموه وتصلح لتحويها إلى مواسير دبابات أو محارق

والتلميذ الواقف انتباه مرددا ذات المقاطع من خطب الرئيس يقول : الطيور الواقفة على الأغصان تنقل الرسائل إلى حبيبتي وربما وإلى العدو في آن معا،  يمكن  تحويلها إلى أبابيل ترمي بالحجارة

والموظف الماشي بالخطوة السريعة مرددا ذات المقاطع من خطب الرئيس يقول :

أنا جزء من هذه النظم

 

السحب التي ترقب محاولات المجنونة

والطيور الواقفة على الأغصان

وخشب الاشجار

والأرض التي يقف عليها التلميذ ويمشي فوقها الموظف

يهتفون في آن معا

لا يمكن أن يستمر الحال بهذا السوء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!