أنوثــةٌ خارقــةُ اليقظــة / بقلم : فوزية العكرمي

على رأسِ الشهوة أرتطـم بشهقـاتـك
تبتلــع قيظـي و تدنـو مـن تراتيلـــي
تتبختـر شظـايـا عريـك فـي دمـي
رمـاديـة بلـون المـرايـا البازغــة
عنـد منتصـف الشجـن
لـم أجدنـي فـي أعقـاب حلـم
وجـدت حلمـك علـى شفتـي
يابسـا فـي الصخـور
يـدكّ سلالات القحـط
بشلالات مـن الصًدى
أفتتـح بعثـي في عينيــك
و مـن جبهتـي
أخـطً للكفـن ملاءات مـن ضـوء و سحـر
أكتـب مـن الوجـع الأخيـر
فصـولا مـن سيـرة ملغـومـة
تصيـب المـدن بالغثيـان
أوّلهـا زجـاج تبعثـر فـي دمـي حتّى اشتـدت قبضتـه
و صـارت بحجـم سيـاط تقتـات مـن جلـدي
و أصــوات لذاكـرة لاجئــة فـي الصقيـع
تـدثـر براقـع الظمــأ و تستجـدي رحيـلا بـلا آخـر
رحيـ . . . ـق
يمخـر فـي ظـلالي مـن دمــوع مخلـوقـات لقيطــة

معجــزات تواصـل العـزف علـى أجســاد تخـرج مـن أناملــي
و مـن حدقتيّ تطـل ورود لـم يخنقهــا الرّمـــاد
مـن شهــد
أخطبـوط يغـازل مـائـي ليلعنــه فـي الفجــر
لغــة تفــرط فـي عنفـوانهــا لتحيا فـي وجعــي

فصـل لشبابيـك تشعـرنــي بالتلــف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مــاذا لـو عبـرت لحنـا طريـا فـي عـروق اليابسـة

فـي كؤوس تخبئ للغــد مظــلات و أقنعــة ؟
لـو تمـاديـت فيـك كـامـرأة تستـرسـل
فـي تقبيـل صـورة تشبههــا . ؟

لـي مـن نسيمـك مـا تكـدّس تحـت الأجنحــة
و مـن نبـوغـك تـواريـخ تـؤجـج مغـزلــي
و تنفـث بـالروح فـي دوامـة غضبـي

لـي القـادم مـن كـل الأشكـال و الصــور

. . حـروف نحــسُ بهــا
نمــوت إذا لمسنـاهــا

فصل لعجلات تتجاهل كيدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكـاد أحبـك و يجرحنــي ألـف جــدار
و أرمــي مـن النهــر عينــي
و فــي الكتـب أدس جثتــي
و علـى كتفيــك
أصــوغ أقــدس احتضــار

و تسمعنـي الرعشــة القانعــة
فتهـدينـي مثـولا رقيقـا بجرحـك
و تخـرج مـن راحتـيّ النهــار

أكـاد أحبـك . .
و أرمـي منـاديلـي فـي عيـن ذئـب
خيـوطـا لفريسـة ملتهبــة
و أقتلـع مـن جسـدي الصخـور و الغيمــة المشـردة
سأمنحــك روحــي كلمــا عـادت إلــيّ
قـرابين عيـدهـا مـن جمـرات صبـرك

فصــل لعيـونـي الممكنــــة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أريــدك بكل عيونـي الممكنــة

عيـن للشــرود تظـل معلقــة . . .
غريبــة كعيـن ميّـت
عيـن للبـراءة تكفيهـا مـن هطـول الخطـوات بـذرة
عيـن فيـك تلتقــط الأنفــاس الممكنــة
تقيــس النّبــض و الحلــم
تحـدد للرغبــة أضرحـة و أقمشــة
عيــن تتصـدى للحقيقــة
وعين تراني و لا تراك

فصـل لمجــرات تجذبنـي إلـى نفسـي فـأقـاومهـا بـالرحيــل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استوت الرشفــة معتقــة كتميمــة تختطـف الغـربــاء
و كـان الجـرح قـد انفتـح عنـد خيمـة عنتـرة
و هـو يعبـر الصـراط مرتبكــا لوجهـة زائـر مريـب
الأوتــاد فحــم لتلويـن الرؤيـــة
و الإسطبــل خــاو إلا مـن رائحــة بطـولــة مبثـوثـة
فـي خيـال الســرج و الصفـائـح . .
عنـد آخـر تبنه انغلقـت صيحـات الـرُوم و الفـرس
و عنـد أول حـرف تـراجـع الحـديـد عـن غيّـه
ربمـا خربشــة فـوق نهــد معلـق للضيــاع
سيـأتـي مـن أدغـال الحـرف و عربـدة القصيـدة
ربمــا صحـوة فـي صميـم الرمـل تطـرد عـن الجســد
صـورتـه البـائسـة
استـوت الرشفــة معتقــة لدمــاء مخنثــة
تحسـب مصابيـح الرهبــة رهبـانـا يضـاجـع نرجسه
أســّد عطشــي بقطعــة قمــاش
و أبلـل يأســي بحـروف التمنـي
فتنفتـح فـوق هـامتــي الأشجــار و تمضـي
و أبقــى وحيـدا بـلا ظـل

و حيـن أرانـي علـى الجـذع شـريـدا بـلا أمنيـة
أمــد يـدي لأقطـف نصفـي
تسـاقـط روحـي رطبـا فمــي

فصـل مـن وصيـة جـلاد يعتـذر لسوطـه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التقينــا عنـد فوهــة مهملــة
و لفـرط الضيـاع كـانـت حقائبنــا فـارغــة
عِـدنـي تظـل شهيـا فـي مـوائـد الـرعـب
مثــل بـدلــة جنــدي
فتيًـا تقيــم فـي أوردة الخـوف
تعشـشُ فـي مخيلــة الحمــام
انتبـــه الجــلاّد . .
كـان السّـوط يـركـل الأرض
يختفـــي فــي الأجفــان

صــاح : الفحــل قـدّمـن جلــد
إبـزيمــه مـن رخــام
الفحــل فحــل
و لـو كـان مـن حــرام
كَان السّــوط يغــور فـي أحاسيـس الخيــط
ثــم يعــود مفتتنــا بصـوره
و قــد صـار لــه شــارب
صـارت لــه أسنان

فصــل خــامــس لربيــع يحلــم بشغــف الأبــوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنـد حافــة بئـر مهجـور كانـت الجريمـة تتـراكــم
فتلطخ طقـوس الأبديّــة
كـانـت شهـوة داكنــة تولـد فـي قـرارة المحيـط
أشـم فـي إعـرابـك لأسمـائــي خيـانـة
و فـي تدحـرجــك فـوق هـوادج البـرق
و التفـافـك بمعطفــي الصـوفــيّ
لـونـا مـن فنـون الرمايــة
لمـاذا لا تكفينـي أيتهـا الرّؤيــة
و لا أكفيــك
كأنــي نبــيّ لهدايــة قبّـرة و إرضـاء سلحفـاة لا تغيبهـا العولمــة
[ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ]

اهبطـي بسـلام أيتهـا المـزاميــر المشـرّدة
لتنمـقــي مـا نسيتـه شهـرزاد مـن الحكـايـا
و لتثـأري مـن فظـاعـة الضــوء . . . .
مـذ كـان طفلــي رغبــة سمّيتــه أيقـونــة
و حيـن صـار فكـرة ألقيتـه فـي اليــمّ ليعــرف طعـم البحيـرات
و يجـرّب النحيـب علـى تابـوت العبقريـة
و حيـن استـوى أغمضـت عليـه عينــي
حتـى صـار أضخــم مـن أن يــرى . . . .

اهبطــي بســلام أيتهــا العـرائـــس
و انبتـــي عنــد قبــر صخــر
و اقذفي تماثيل لا تميــل وقـت العاصفــة
هــذه الغـدران اربـدت
هـذه الأفــلاك مساميـرهـا مـن ذهـب
أشرعتهــا بـلا حــراس

و هــذه الطيــور الفرعونيــة تختــال محميــة الـرأس
اهبطــي فـي لآليء تنـاجــي قطعـان البنفســج
علـى أرجـوحــة مـن المــاس
هـا هـو حمــزة يلــج الهز يم
يـأتـي مـن ســواد الحجــب
يــردّ للسحــاب اعتباره
قطــرة فـي زنــد نســاء يلتهمـن أصابعــه
قطــرة تفقـد البعـوض توازنـه
و قطـرة لمعلّقـات لـم تحـن

قـالـت السـاحـرة : لا تقصّـي رؤيـاك علـى الـذيـن يبحثـون
فـي الجســد عـن خطـوط و هضـاب

انفثي سحـرك فـي المـرايـا و حقـول النـارنـج و الليمــون
و لــك مـن الريــش مـا يشبــع النــوايــا
هـا هـو يـزيــح الأرض بنظــرة
ثمّ ينام
عِند سفح الشهوة . . . .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!