إلهٌ ميّتٌ / بقلم : احمد دعيبل الخفاجي

مرحباً يانيتشه ،

هل أكلت الطرقات بِلهاثك المجنون

أم مازال العدم يستعرُ ؟

لستُ على حدثٍ غريبٍ

مما أمرُ

في حاشيةٍ تتبدى من الجيبِ المثقوب

تتبخترُ الأوراق

الريح

تبرزُ مخالب الاندفاع إلى خفةِ الاشياء

لستُ ملعقةً

حتى يبحثُ عني الجائع

مما أرى

أزراراً ذُعرت من صرخةِ الصدر

أطفالٌ نياحٌ ،

وإناءٌ مُتصحّرٌ عن يمِّ اللقاء

لججت السفينة في امواجٍ جائعة

عانقَ الشراع مقصلةُ الريح

صارَ القماش المهترئ قصيدة الرثاء

يلتقفُ فم الماء نشيج الربان

ولوحةُ النَجَّارُ تدفن في مقبرةِ القاعِ

أدفنُ في يدي قصة الدين

ينضحُ من زرقةِ الليلِ إلهٌ ميت

يتدحرج في نشيدهِ العدمي

إلى جدارٍ آيل للسقوط

يتمزق في خطواتي إلى المجهول

آلهةُ النهر تتغطرس

في الجريانِ المنسدل من يديها

ونهايةُ الملامح مكب لتطفل الضفادع

تتثاءب من وحشةِ المستنقعات

تنتشي عند شخير الصخور ومرقص الشلال

 

الدم يضرج ملامح التوت

أنياب الأله هايدس تحدُّ من وجهةٍ لأخرى

يجرُّ فتيات الحقول إلى العالمِ السفلي

تتبدى الاثداء من معبدهِ المثقوب

وسيقان تتلوى من نافورةِ الدم

لثةٌ ظمياء

ونهرٌ أسود يجري على أكتافٍ بلا يدين

تسدل المياه جدائلها

ريثما تعانق مقَصّ الندم

تتلاشى العذرية في معبدِ القرابين

يتمدد نسغ البكارة

بين أشواطٍ تستئصلُ الرحمة

تكثم النساء بين الجدران

لا ثقب يتمرئى

سنابل تستقيم في دورةِ النضوج

تتيبّس الشفاه من لدغةِ الوحدة،  لحمٌ أزرق

هروب من فكّيَّ الذئب ، كاهنٌ جائع

أفئدةٌ جليدية تتوارى شقِّ الجدار،  حديدُ الماء

لئلا يكونَنَّ قربان إلى هايدس

ونثارُ لحمٍ بين قساوسةِ الدين !

تأفل أعمدة الظلال

تلتفُ حبال الشارع حول عنقها

تتمخض أنثى ملوّثة  في بطنِ الدين

تتقيئ

حين يدوي نصٌ فقهي

تخرُّ الألسنة ساجدة في معبدِ الأثداء

وتلاوة الخرافة

على اكتافٍ مُمهدة إلى ساعةٍ مُنقطعة !

حسناً أيها البعيد

أُخنخن في العدم عن اللاشيء

ووصولي إلى محطةِ الآلهة عبثاً

حقائبٌ مخضبة بالدماء

أصبعٌ منقطعٌ

يجثو في حذاءٍ مُرَقَّع بِلا قدم

جمجمةٌ مركونةٌ في زوايا الرصيف الصامت

تتلبد الملامح

في آخرِ ضوءٍ تبدى من غصونٍ يابسة

تتجعد في كثافةِ البارود

تسكنُ في كهوفِ الوجه

دماءٌ مُتخثرةٌ، وعينٌ بلا بؤبؤ

وقدمٌ يتعرى من ثوبِ الأصابع

يتعثر في إنحدارِ الصخور بِلا ساق

وجثةٌ متفسخةٌ من الديدانِ القمعية

ويدٌ تقتات الرماد

تتقصى في الدُهْمَة عن ذراعٍ مُفَتَّت

 

هامش :

 

نيتشه فيلسوف الماني

 

_  هايدس أو هيدز إله العالم السفلي في الأساطير اليونانية وهو أخ لكبير الآلهة زيوس 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!