أرى ظلي كالطيف يخيّم في السّماء…
وجسدي في جوف الريح..
يقارع لجّ المواجع..
يتربّص به الصّمت الرهيب
و الفناء..
أرى ظلي كالطيف يخيّم في السّماء…
وروحي معلقة على صراط الرحلة الاولى…
مفتونة بسحر المنتهى…..
سأعترف لكم الآن:
انه مازال في قلبي العليل
رغبة في الرقص
على اوتار ريح الصبا..
و أنّ لي حلما… أن لا اتلاشى
كالغبار على صهوة الذّاريات
هباءً…
حلمي…. ان يظلّ ذكري بين الأنام
قصائدا …
تحلق مع الطير في متاهات المدى
تقبّل ثغر المواسم
تراتيلها مواويلا
و غناءً….
ساعترف لكم الآن..
أنني لا اهوى الأفولَ و الفناء….
دربي اردته درب خلود
كل من مشى فيه سما..
فاِجعلوا تربة قبري طينا حين موتي
ليظل جسدي نديا لا يبلوه الردى…
و اِزرعوا حولي
زهورا وحدائق تملأ طيف انفاسي شذى .
لا تحجبوا عني الغيوم
دعوها تذرف على قبري الدموع
تهب لي من مزناتها الرّواء..
و لا تنسوا ان توقدوا جذوة نار
فهي حين يلفحني الصّقيع
دفئا ساريا في جسدٍ قد بليَ…
سأخبركم الآن :
أنه في غفلة من حارس الموتى
قد أعود عند الهزع الأخير من الليل…
مسربلة روحي بالضياء…
لتراقص النجوم المشرقات
و تداعب وجنات الكرى…
ستعود روحي من وجع التّيْهِ
لتعانق الوجود بأحلام و رؤى
و تكتب على اوراق البلوط
قصة عنوانها:
“هنا لا يرقد الموت ؛ بل تغفو هنا روح ساميه”